سعيد رحيم
في جدول أعمال الدورة التي ستنعقد يوم الاربعاء 20 فبراير 2018، اربع نقاط خطيرة ستفتح شهية ” البارونات” المالية النافذة بتيزنيت(هذا إذا لم نكتشف أن هؤلاء البارونات هم من أعدوا جدول الأعمال وجمعوا حتى الأصوات من الأغلبية والمعارضة)، وذلك على حساب مشروع مُول من أموال دافعي الضرائب.
المحطة الطرقية مشروع كبير، تم التخطيط له في سياقات معينة ووفق توقعات ورهانات قد تبدو واقعية للبعض او حالمة للبعض الآخر. الأغلبية السابقة وعلى رأسها أعمو مقتنع بجدوى المشروع ورهاناته الاقتصادية والثقافية، والأغلبية الحالية وتحديدا العدالة والتنمية تعتبره مشروع فاشل واكبر من المدينة…وربما أكبر من ذكاء من يسير الجماعة !
اليوم هناك اتجاه لتفكيك المحطة الطرقية كما يبدو من جدول أعمال الدورة، وهو خيار يفتح شهية حيتان مالية بالمدينة ، لن تنظر إلى مشروع المحطة الطرقية إلا من زاوية تدبير عقاري ألفته في مضارباتها و ريعها. وطبعا العدالة والتنمية للأسف وكما هو دائما في اختياراته الاقتصادية لا يملك رؤية او استراتيجية ، غير تدبير يومي، يستسلم فيه للعب الكبار مقابل غنائم سياسية ظرفية ..وهذا سر كل هذا التقارب بين البيجيدي و الأصالة والمعاصرة محليا ، والكل يعرف ارتباطات البام، وغطاء سياسي منْ يمثل…ولا تستغربوا إن رأيتم البام تصوت على نقاط الديطاي الأربع في الأربعاء المقابل…بل وأن تذهب البام بعيدا ليُعوض بها العدالة والتنمية اي مفاجأة ممكن ان يخلقها غضب الأحرار والتقدم والاشتراكية …
طبعا هذا اللعب السياسي لا يعنينا، لأن وضوح المبدأ عملة نادرة في الطبقة السياسية المغربية…ولكن ما يعنينا كأبناء هذه المدينة ومواطنين تمول مشاريعها من أموال ضرائبنا، أن نتابع بيقظة مسلسل الإجهاز على المدينة، وتحويلها إلى مأدبة بسبب منتخبين خرجوا من حالة ” الدعوة ” إلى واقع تدبير شأن عام كبير عليهم بإكراهاتها واغراءاته…
مشروع المحطة الطرقية مكلف ماليا نعم ..ولكن هذا لا يعني تفويتها بالديطاي بمنطق ” مقتصدية التعليم ” !…كما أن البحث عن عجلة احتياطية لتعويض الأحرار أو التقدم والاشتراكية ليس من الأخلاق والمروءة، مقايضتهم بعجلة احتياطية هبة من الحيتان الكبيرة مقابل غنيمة المحطة الطرقية….. المحطة الطرقية قد تكون مشروع فاشل، ولكن الأخطر هو المدينة الفاشلة التي يقودنا إليها المجلس الحالي !
مناقشة هذا المقال