بْنْتْ تيزنيت جبابدي…التي أسهمت في تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة
كل الاحترام والتقدير للأستاذة لطيفة الجبابدي تحدي واصرار ورفض للأمر الواقع الذي تسعى القوى السلطوية فرضه ،تعرفت عليها في السنوات الأخيرة وجالستها وحاورتها في قضايا انتهاكات الماضي وتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة .
ورغم أن لها تقدير إيجابي لهذه التجربة الا انها لها رأي نقدي حول مالات الملف واهمية الإرادة السياسية في التقدم الحقيقي ، في شهر مارس الماضي حلت ضيفة في نشاط ثقافي بمراكش لمركز التنمية لجهة تانسيفت حول تجربة جريدة 8مارس اول جريدة نسائية.
ولقد قدمت عرضا غنيا حول تجربة اعلامية رائدة كانت عنصرا أساسيا في بناء الحركة النسائية ،وحكت عن المشاكل والمعاناة التي واجهت الأطر النسائية ليس فقط بسبب اكراهات الواقع لكن بسبب عقليات تقليدية في أوساط يسار السبعينات والثمانينات ، الذي لم يكن له تقدير موضوعي للأهمية الخاصة لنضال النساء .
وتحدثت بمرارة عن التحولات الثقافية والاجتماعية وسيادة الفكر المحافظ والرجعي وانت تنصت لهذه المرأة المكافحة والتي تحملت معاناة الاعتقال وتحدث كل القيود من أجل الإسهام في نضالات النساء والمواطنين من أجل الكرامة والحرية .
تشعر أن صوتها يخفي مرارة حياة سياسية اختلت عناصر ومقومات المصداقية والنزاهة فيها. ..وحين قررت النزول لوقفة الرباط للتضامن مع سيليا و معتقلي الريف ،واجهت لحظة صعبة ،أنها لحظة مكاشفة ستجد نفسها وهي تلك العضوة التي أسهمت في تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة أمام إرادة مصممة على احياء جراح الماضي .
انا اقدر أنها لن تشعر بالحزن والغضب فقط بلي المرارة، لكن ما يبعث الأمل هو أنها من خلال الصورة لم تستسلم للذين يريدون دوس أبسط المكتسبات… فألف تحية لك أيتها المرأة الأصيلة.
عن تدوينة الاستاذ رشيد الإدريسي.