عبد اللطيف أعمو :عار علينا أن تموت ضعافنا رفسا ودفعا وركلا…
وصلني بأسف شديد نبأ وفاة سيدتين مغربيتين توفيتا صباح اليوم الاثنين 28 غشت 2017 بجانب إصابة أربع نساء أخريات تعانين من إصابات متفاوتة الخطورة، حالة إحداهن حرجة إثر تدافع بمعبر باب سبتة.
وللأسف، فهذه الحوادث المؤلمة ليست معزولة، بل سبق إثر حوادث مماثلة أن قرّرت سلطات مدينة سبتة، إغلاق معبر “تاراخال 2” لمدة أسبوع خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، بطلب من السلطات المغربية، بعد استمرار تسجيل حالات وفيات بسبب أحداث الدهس والتدافع بين حمالات وحاملي البضائع المهرّبة.
وهو قرار جاء بعد وفاة سيدة (اسمها البتول) بسبب حالة إغماء نتجت عن التدافع والازدحام، وهي ثاني حالة وفاة تسجل في ظرف أسابيع، بعد وفاة شابة كانت تبلغ من العمر 22 سنة، تركت طفلا رضيعا.
ويبدو آنذاك أن المغرب كان يرغب بطلب الإغلاق الموجه إلى السلطات الاسبانية، البحث عن إجراءات أكثر سلامة في الجانب المغربي من المعبر.
ويتضح أن الطرفين المغربي والاسباني لم يستوعبا بعد الدرس شهورا على حوادث شهري مارس وأبريل المأساوية وما قبلها.
فظاهرة التهريب المعيشي تمثل أحد موارد الرزق المهمة للمئات من الأسر المغربية ولا تزال عواقبها الكارثية تتوالى، حيث ما تزال مشاهد الحمالين والحمالات، خاصة النساء الكبيرات في السن، تثير احتجاجات حقوقية كبيرة في المغرب واسبانيا جراء الأحداث المؤلمة والصادمة التي ترافقها بصفة دورية ومسترسلة في ظل صمت مطبق ومحير للطبقة السياسية.
حيث بات ما يقع بباب سبتة فيما يسمى بمعبر الذل والعار المعروف ب “تاراخال 2″، والذي تحول منذ افتتاحه إلى نقطة سوداء تهان فيه الكرامة الإنسانية بشكل يومي سواء من طرف السلطات الأمنية والجمركية المغربية أو الأمنية الاسبانية، وخاصة في صفوف النساء العاملات في حمل البضائع الثقيلة يطرح أكثر من علامة استفهام حول استرخاص أرواح البسطاء مع التساؤل المشروع حول جدية المسؤولين المغاربة في التوصل لحل مع نظرائهم الاسبان قبل وقوع كوارث انسانية أكثر فداحة وثقلا لا قدر الله، خاصة و أن أعداد ممتهني “التهريب المعيشي” في تزايد مستمر.
فكم هو صعب كسب لقمة العيش فيك يا بلدي… وعار علينا أن تموت ضعافنا رفسا ودفعا وركلا وتحقيرا…
إن السكوت عن استمرار مثل هذه الممارسات المشينة والمهينة والحاطة للكرامة الإنسانية يعد جريمة في حق المواطنين والمواطنات الذين أرغموا على ممارسة هذا النشاط التجاري المعيشي بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وانسداد الأفق الذي يضمن الحق في العمل الشريف والكريم.
عبد اللطيف أعمو