بقلم ابراهيم وزيد.
قضى المولى الرشيد بن علي العلوي، بضع سنوات من طفولته بقبيلة ايغيرملولن، وبدأت هذه المرحلة عندما احتجز السملاليون المولى علي الشريف سنة 1047ه/ 1637م ونقلوه من تافيلالت الى ايليغ، حيث وضع رهن الاحتجاز في حصن “تاگوجگالت” المطل على بسيط تازروالت.. وفي هذا السياق، وصلة بأخبار أبناء المولى الشريف خلال فترة سجنه في إيليغ، أورد المختار السوسي، الذي تلقى جزءا من تعليمه بمنطقة إيغيرملولن وتحديدا بدوار العركوب، أن المولى الرشيد نجل المولى الشريف، كان يتعلم في مسجد قرية الدهيرة،عند أستاذه الشيخ سيدي حماد السكرادي دفين إيسكراد، غير بعيد عن مكان سجن والده المولى الشريف بإيليغ، يقول المختار السوسي: “ومما يتعلق باعتقال مولي الشريف تبعا لجريان ذكر أولاده، ما يذكره أهل قرية الدهائرة من ايغيرملولن جيران ايليغ، أن مولي الرشيد كان في صغره يتعلم في مسجد قريتهم يوم كان أبوه معتقلا، يتناقلون ذلك فيما بينهم… ويقولونه بكل تصحيح، ونحن نعلم أن مولي الرشيد ولد سنة 1040ه/ 1630م.. بمعنى أن عمره، عندما سجن والده في ايليغ سنة 1047ه(1673م)، كان سبع سنوات آنذاك، وهو عمر مناسب لولوج الكتاب القرآني، مصداقا للحديث النبوي: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر” .. وطبعا، ليس هناك أحسن من الكتاب القرآني والمسجد لتعلم المبادئ الأولى للصلاة..
ويبدو أن المولى الشريف استقدم ابنه الرشيد كي يؤنسه في الحبس، اذ ظل ابنه يتعلم في الكتاب القرآني بقرية مجاورة لايليغ طيلة فترة احتجاز والده من طرف الأمير بودميعة.. وهو ما أشار إليه السوسي نفسه، عندما قال: “فإن كان ما يقولونه (أهل قرية الدهيرة) صحيحا، فإن والده استقدمه ليأنس به في غربته، وقد عرف في التاريخ، أنه كان يلهج به دائما، ولا مؤنس للأب الغريب كولد له صغير يدرج بين يديه..
وحسب الضعيف في “تاريخ الدولة السعيدة”، فإن بودميعة اقترح على المولى الشريف مقايضة سراحه مقابل اثنين من أبنائه (في إشارة الى الإبن البكر المولى محمد والإبن الثاني المولى الرشيد)، حيث قال له: “أعطني ولدين لك وأسرحك فقال له مولى الشريف: أما محمد، فسلطان لا طاقة لي به ولا قدرة لي عليه، وأما الرشيد، فلو أزلت بصري ما أعطيته وأفعل بالباقي ما شئت” . ويتضح من هذا النص أن مولى الرشيد، عكس أخيه المولى محمد، كان تحت وصاية والده وبحوزته وكان مدللا عنده كما يقول المؤرخون..
مناقشة هذا المقال