متابعة
كان الملك محمد السادس قد أعطى، في 18 من ماي 2005، انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان الهدف منها هو محاربة الفقر والهشاشة وكذا الاقصاء الاجتماعي؛ وذلك من خلال إنجاز مشاريع دعم البنيات التحتية الأساسية، وأنشطة التكوين وتقوية القدرات والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي، إضافة إلى النهوض بالأنشطة المدرة للدخل، وخصصت لها مبالغ مالية طائلة وصلت في مرحلتها الثانية الممتدة ما بين عامي 2011 و2015 إلى حوالي 17 مليار درهم.
و منذ انطلاق أشغال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعلنها الملك محمد السادس عام 2005 بغاية رفع مختلف مظاهر التهميش والفقر عن بعض جهات المملكة، وهي تشوبها مجموعة من الشكوك والاتهامات.
كما بلغت حدة الانتقادات إلى درجة أن أعلن الملك محمد السادس عن عدم رضاه على نتائج هذه المبادرة في خطاب العرش قائلا: “إنها لا تشرف وتبقى دون طموح المغرب”، على الرغم من أن لها تأثيرا مباشرا على تحسين ظروف عيش المواطنين.
هذا وفي إطار برنامج محاربة الإقصاء الإجتماعي بالوسط الحضري ،السنة المالية 2017 ، صدقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية على اتفاقية شراكة رقم 09/بلا.حضري/2017 بين عامل إقليم تيزينت ،رئيس اللجنة الإقليمية، ورئيس جماعة تيزينت اللجنة المحلية والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني ،تهدف إلى تحديد الشروط والقواعد المنظمة للشراكة بين الاطراف المتعاقدة وذلك لآجل بناء وتجهيز مركز للتربية والتكوين على مساحة 200/570 متر مربع بحي بوتيني .
ويتكون المشروع الذي تبلغ كلفته التقديرية مليون درهم ( 100 مليون سنتيم)،من الدراسة التقنية والمالية والبناء ،على ان تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في اطار محاربة الإقصاء بمبلغ مليون درهم ، والجماعة بتوفير البقعة الارضية و إعداد الدراسة التقنية والاشراف على إنجاز المشروع، كما تتكون مساهمة المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني من مواكبة حامل المشروع .
وبعد عدة شكايات في الموضوع حول تعثر إنجاز مشروع بناء وتجهيز مركز التربية والتكوين بحي بوتني تيزينت ، تفاجأت ساكنة أحياء بوتني الخمسة ، بإرجاع مساهمة المبادرة الوطنية نظرا لعدم إلتزام الجماعة بتوفير الوعاء العقاري منذ سنة 2017 ، وكذا ما اسموه “تهاون” مصالح العمالة في تتبع انجاز المشروع .
وعبر العديد ممن استقت جريدة “أتيك ميديا” آراءهم بهذا الخصوص عن تذمرهم وامتعاضهم من “سوء المعاملة واللامبالاة والتهاون” التي تعاملهم بها جماعة تيزينت والتأخر في معالجة ملف المركز، مضيفين أنهم وجهوا بهذا الخصوص العديد من الشكايات إلى الجهات المسؤولة دون جدوى.
كما أوضحوا في المقابل انهم سيوجهون شكاية في الموضوع للديوان الملكي لمحاسبة كل المتورطين في هذا الملف الخطير الذي يضرب في صميم روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
وحاولت الجريدة الاليكترونية “أتيك ميديا” الاتصال برئيس جمعية شباب حي بوتيني للتنمية و التعاون و العمل الإجتماعيى، إبراهيم الكابوس” لأخذ المزيد من التوضيحات في الموضوع ومعرفة الإجراءات المزمع اتخاذها إلا أنه تعذر ذلك لارتباط الكابوس بنشاط تكويني ، كما وعد الرئيس أن يدلي بمزيد من المعطيات في وقت لاحق .
مناقشة هذا المقال