من مفارقات مكونات اليسار الديموقراطي إنها كلها تتحدث عن ضرورة الوحدة وأهميتها لتغيير ميزان القوى،لكن في الممارسات لا تناقض فقط هذه المسلمة بل تحاربها بوعي مع سبق الإصرار !
بالنسبة لمشروع فدرالية اليسار الديموقراطي،نكاد نقرأ كل يوم اراء وتعليقات تدوينات مضحكة ومستفزة، منها مثلا انتظار نضج أو انضاج الشروط الضرورية للاندماج،وكان هناك قوى غيبية أو سحرية ستقوم بذلك بدل المعنيين بالأمر أنفسهم !
اما الانتخابات فالجميع يعرف أنه يتم هندستها قبليا بالرغم من امكانية حدوث بعض المفاجآت، ولذلك لا داعي لجعلها تاريخا فاصلا (date boutoir) لأن مشروع الفدرالية مشروع استراتيجي، يشكل الموقع داخل المؤسسات المنتخبة احد أبعاده المهمة بالتاكيد ولكن ليس مبرر وجوده !
إن المسؤولية التاريخية لجميع مناضلي ومناضلات احزاب الفدرالية هي العمل بإخلاص لإنجاح المشروع واعطاءه الأولوية على حساب الرؤى الحزبية الضيقة لانه هو الذي سيضمن الاستمرار النضالي لمكونات اليسار كقوى فاعلة ومؤثرة وليس مجرد دكاكين سياسية.
علي بوطوالة الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
مناقشة هذا المقال