في بداية محاضرته بتزنيت وأمام توافد العشرات من أبناء المدينة للاحتجاج على ما صدر من المحاضر سنة 2013 بإحدى دول الخليج من تنكيت مهين لجزء من الشعب المغربي أمام الملأ وفي دولة أجنبية، حاول المقرئ الادريسي ايجاد عبارات ومصوغات للاعتذار عما صدر عنه. و اذا كان الاعتذار في حد ذاته خطوة حسنة، بعد 5 خمس سنوات من صدور الاهانة، لكن يبدو لي أن الأستاذ (الجامعي والكاتب والسياسي) لم يوفق في “التخريجة” والصيغة التي عبر بها عن الاعتذار للأسباب التالية :
1.التذكير في محاضرته بالمختار السوسي، و ما كتبه عنه، وهو تذكير خارج السياق ولا علاقة له بالموضوع، للتقرب من السوسيين ومحاولة كسب عطفهم، وابعادهم عن موضوع الاحتجاج وهو الاستهزاء بأمازيغ جنوب المغرب في دولة أجنبية. ولا يسع المجال لتذكير المقرئ بما عاناه المختار السوسي نفسه من أصحاب عقلية المقرئ الادريسي حين سموا مؤلفه ب”المغسول” بدل “المعسول”.
2.حاول المقرئ الادريسي تمويه الحضور بكون كلامه “أخرج” من سياقه العام في المحاضرة، والحال أنه لا يوجد أي سياق ولأي مبرر كان يسمح لأستاذ وبرلماني بذكر جزء من الشعب الذي ينتمي له بسوء في دولة أجنبية.
3.في نكتته المثيرة للغضب استعمل ذ. المقرئ الادريسي معجما لا أدري كيف سيبرره علميا باعتباره أستاذا جامعيا. ما المقصود ب”قوم” و “عرق” في المغرب و ما دلالة عبارة “لن أسميهم كي لا أتهم بالعنصرية”. فمن أدبيات الخطاب العلمي ضبط وتبرير المعجم المستعمل. فكيف يمكن لأستاذ جامعي أن يتحدث عن العرق في القرن الواحد والعشرين، وهو مفهوم ظهر في مختبرات الأنثروبولوجيا العضوية في القرن التاسع عشر، ولم يعد يستعمله اليوم في دراسة الانسان الا من يخبط خبط عشواء. والا فليبين لنا ما تعريفه للعرق وما هي الأعراق التي توجد لدينا في المغرب؟
4.ان المقرئ واع بالمضمون العنصري لكلامه ولذلك استذرك الأمر بقوله “لن أسميهم كي لا أتهم بالعنصرية”، ثم هل يذرك أستاذنا معنى عدم ذكر اسم المعني بالموضوع ففي ذلك اهانة أخرى. ففي تحليل الخطاب فيه نوع من التحقير ويحمل معنى “لا يستحق أن يذكر “، كما أن عدم ذكر “الاسم” لا يعني عدم معرفته، لوجود كل المعطيات التي تحيل عليه.
5.على الأستاذ المقرئ أن يعي المسؤوليات الملقاة على عاتقه كأستاذ يؤثر في الأجيال وكبرلماني يمثل الشعب، وعليه أن يتريث أثناء الكلام وأن يفكر مليا قبل اطلاق العنان للسانه، فالكثير من خرجاته تسيء للعلم وللسياسة معا.
6.إن إهانة الشعوب لا تنسى، بل تبقى محفورة في الذاكرة، ولكم في اهانات السابقين عبرة لا يسع المجال لذكرها، بل تنتقل بين الأجيال، وقد تغذي الحقد والضغينة بين مكونات المجتمع. فالمطلوب اليوم هو تعزيز الهوية الوطنية بتكريس المساواة بين العربية والأمازيغية، احتراما للدستور وتحقيقا للمساواة بين المغاربة، واتقان اللغات الأجنبية، وضمان شروط اللوج اليها لكل المغاربة، بما يضمن التمكن من العلوم التي أنتجت في هذه اللغات.
من د. بويعقوبي الحسين
مناقشة هذا المقال