كانت الانطلاقة من تزنيت بمقهى باريز يوم الاحد 24ستنبر 2017، على الساعة الثامنة صباحا مع كل من الاستاذ بويعقوبي الحسين ،الاستاذ عبدالله بومهدي ، الصديقين احمد الوزگاني ومحمد الحبيب المرجو ،بعد وجبة الفطور بنفس المكان انطلقنا نحو طريق تفراوت في اتجاه الى وجان حيث المحطة الأولى، وكانت زيارة ورش الدار القديمة بدوار ايت عبلا قربة مسجد الوار ،الملاحظ ان اغلب المنازل مهجورة مثل اغلب المداشر بالبادية والقرى النائية بهذه المنطقة مما يهدد بقاء واستمرارية البنايات القديمة وخاصة التي لها قيمة تاريخية وثقافية واجتماعية .
وكانت فكرة تسمية هذه الرحلة بمدار القصبات والمخازن الجماعية عبر اليغ ثم تيغيرت وبوطروش وهي رحلة موضوعاتية ، بعد وجان كان اتجاهنا نحو اليغ عبر تومانار وللإشارة فان الطريق وعرة لا يمكن ان يسلكها ويمر منها إلا السيارات رباعية الدفع لان الممرات اما ان تكون في الجبل او الاودية رغم ان هذه المسالك تم اصلاحها وترميمها في السنة الماضية ، وطيلة هذا المسار كان المرور على مجموعة من الرعاة للأغنام والمعز .
وفي طريقنا الى الى اليغ كانت ملاحظة تواجد المقبرة اليهودية على بعد 2 كلم على الدوار الذي يقطن به السكان بما في ذلك عائلة بودمعة ابو حسون السملالي ، هناك احساس بغياب شبه تام للسكان والقصبات الشامخة للإمارة السملالية فارغة كأنها تخلفت عن لحظة تاريخية ما.
ثم كانت رحلة امودو متجهة نحو المخزن الجماعي “اگادير ن-تغوني” الذي احاضن ولادة السلطان العلوي مولاي اسماعيل حسب المصادر التاريخية ،ويحكى ان هذا المخزن المتواجد بقمة الجبل المطل على اليغ شمالا وتغيرت جنوبا والمحيط بالأودية في كل مكان حيث صعوبة التضاريس والمسالك وكانت محاولة الصعود الى المخزن لكن يستحيل الوصول الى القمة بسب انهيار الممرات ، الملاحظ ان هناك اهمال مفرط ومبالغ فيه في انهيار هذه المعلمة التي تعتبر الوحيدة بالمنطقة بما تحتويه من مميزات وعناصر ثقافية وتاريخية خاصة حسب المهتمين والباحثين.
وبعد ذلك اتجهنا نحو جماعة تيغرت ، حيث اثار امر استفز انتبهنا ، قرب الجماعة على بعد 500م من الساكنة ،عبارة عن مطرح عشوائي للنفايات مشتعلة تبعث بدخان ورائحة كريهة تؤثر سلبا على المحيط البيئي وساكنة مركز تيغيرت .
كانت الاستراحة بنفس المكان الذي يعرف حركية مهمة رغم ان هذا اليوم هو يوم الاحد حيث يوم السوق هو الجمعة ويعتبر هذا المركز حيوي اقتصاديا باعتباره يتواجد بين منطقة ايت رخاء وامجاض وهما من اكبر القبائل المشكلة الان لإقليم سيدي افني بالاظافة الى ايت لاخصاص وايت بعمران وايت عبلا الى غيرها من القبائل المشكلة لهذا الاقليم وهذا المجال الشاسع من اقصى الاطلس الصغير الغربي الى المحيط الاطلسي بتنوعه النباتي والحيواني ،و تعدده الثقافي واللغوي وتجدره التاريخي والعمراني ،هنا نستحضر “اگادير نتگدا” المتواجد بجماعة بوتروش وللإشارة كان في استقبالنا جامع خربوش فاعل جمعوي محافظ للنقوش الصخرية المتواجدة بكثرة بهذه المنطقة وأثارتنا مسألة العمل المتميز الذي تقوم به التعاونية النسائية لبوطوش لانتهاج الزربية التي تسوق عبر العالم مثل بعض الدول الاوربية واستراليا وفي ختام رحلتنا كان الرجوع الى تيزنيت عبر سبت النابور واغرم أولاد جرار الذي يشكل هذا مجال اخر للتعدد والتنوع.
وفي طريقنا وقفنا عند راعي غنم لمعرفة بعض معطيات وأحوال الناس وبدأ يسرد مشكلته مع بعض الاغيار بالدوار الذي اجبر بالرحيل تاركا مسكنة مرعاها ليصبح ضيفا عند عائلته مع افراد اسرته، والغريب انه قد تعرف عنا اثناء تواجده بالمحكمة بتيزنيت عندما تقدم بشاكيته لذا النيابة العامة ومازال ينتظر تفعيل المسطرة لذا الجهات المسؤولة .