السْكَانِيرْ خَاسَرْ .. لا تمرضوا في المغرب !!
بقلم : عمر أيت لقتيب
يستعصي على كل ذي عقل أن يفهم المنهجية التدبيرية لبلاد مواردها لا تُعد ولا تُحصى وثرواتها الطبيعية لا منتهى لها ويحتاج دافعوا الضرائب فيها لأبسط الأساسيات الضرورية الموجودة في كل فج من هذا العالم العميق فلا يُعذر أحذ بالادعاء كونها مفقودة.
ولْنَقف عند جهاز السكانير “الخاسر” الذي أودى بحياة الطفلة إيديا في المغرب المنسي ، هناك حيث لا قيمة للإنسان في قاموس المسؤولين ،فلا هم وفّروا له اللازم من ضروريات التطبيب والعيش البسيط -لا الكريم- ولا هم تركوا موارد المنطقة لأبناءها يستفيذون مما تجود عليهم به من باطنها السخي بالخيرات التي تُنهب مُتجهة إلى أرصدة غير معروفة ، والمعروف فقط أنها لا تعرف طريقة لإصلاح السكانير أو جلب آلة جديدة بقسط زهيد من تلك الخيرات.
ماتت الطفلة إيديا وبالأحرى قُتلت بدم بارد في بلد يبني المستشفيات الميدانية ويتبرع بأطنان من الأدوية بل ويبني العواصم (اللهم لا حسد) لبلدان أخرى دون أن يلتفت لأبناءه الذين يموتون كمدا من فرط الحاجة وقهر الفاقة وتسلط الفساد الذي لا يعنيه موت أحدنا أو حياته.
ماتت الطفلة إيديا رحمها الله تاركة صرخة في أذن الجميع مُدوية تقول كفى فسادا واستبدادا واستهتارا بالأرواح البريئة التي تغادرنا في كل يوم بلا ذنب سوى وجودها في بلد لا يعترف أباطرته إلا بحقوقهم السامية ولا يؤمنون بالحق في الحياة للجميع دون ميز أو إقصاء ولا يفتحون مسامعهم لأنين المرضى وآهات المقهورين وصيحات المغلوب على أمرهم .
ولا يخفى علينا أن مناطق شتى من مغربنا الحبيب تعاني من هذه الآفة (السكانير خاسر) والسعيد من يجد عيادة خاصة توفر الخدمة ، يضع فيها دراهمه المعدودة وزيادة ليستفيد من صورة تشخص حالته المرضية قبل أن ينتقل للسباق نحو الحياة في مستشفيات الموت التابعة لوزارة تسمى وزارة الصحة، ولا يعرف إلا المرضى المساكين أنها وزارة المرض والتعب والابتلاء ولا حظ لها من اسمها ولا من خدمات تُحسب لها سوى ما نعترف به حقيقة من توافر الدْوَا الحْمَرْ وُالدّاجِينَة وتلك في الحقيقة من بقايا الاستعمار.
ولا يُدرى متى سيعامل المواطن المغربي المسكين بما يستحق من كرامة ومسؤولية نراها في الشعارات البراقة الخفاقة ولا نجد منها في الواقع حقيقة إلا تعدد الصدمات من وفاة هنا لغياب التطبيب ووفاة هناك جراء الحُكْرة وقتل مع سبق الإصرار هنالك بالطحن تارة وبالوأد في بطن الأم تارة أخرى … واللائحة تطول.
فمتى يَنصلح سْكاَنِيرُكُم الخَاسَرْ يا سادة وترتفع معه أبجديات التفكير عندكم لتعلموا علم اليقين أننا أبناء شعب واحد ، وما تصرفكم في خيرات البلد إلا أمانة تُطوّق أعناقكم في دارنا هذه التي تجمعنا معكم قَدراً ولا مناص نُسائلكم عن تفاصيلها يوم لا تنفع عجرفة ولا تُجدي أرصدة البنوك ولا جاه ولا سلطان.