فن الروايس
إذا أخذنا شعر فن الروايس فسنجده يحمل الكثير من المضامين المسايرة لمجموعة من الظروف مثل الزمان و المكان حيث سنجد ان الحاج بلعيد كان مدافعا عن التقاليد المحافظة و عن الاصالة في عهد الاستعمار الهادف الى احتلال البلاد و تغيير هوية المغاربة الدينية و الثقافية و لهذا السبب ظهر شعر المقاومة عند الرايس الحسين جانتي و الرايس عمر واهروش الخ قصد نشر الوعي بضرورة طرد الاجانب و رجوع المرحوم الملك محمد الخامس من المنفى و هذا النوع من الشعر كان يستعمل الدين كسلاح مفيد و واقعي في تلك المرحلة.
و بعد الاستقلال ظهر جيل اخر من الروايس بمضامين مختلفة عن الجيل السابق كالارشاد الديني و الغزل الرمزي و بالاضافة الى الاغنية الوطنية التي كان يسجلها جل الروايس في بعض الاعياد الوطنية او في بعض الاحداث التاريخية كحدث انطلاق المسيرة الخضراء ,
إن هذا الجيل قد أنجب لنا مجموعة من الروايس و الرايسات و كذا عدة هموم مجتمعية كالفقر و تهميش الثقافة الامازيغية و قضية المراة من خلال نموذج الرايسة رقية تابنسيرت و الرايسة فاطمة تيحيحت الكبيرة التي تركت قصائد رائعة و راقية مع المرحوم الحاج البنسير و المرحوم الحاج عمر واهروش و تتحدث هذه القصائد عن معانات المراة خصوصا في العالم القروي,
فن الروايس هو متعدد الوظائف الاجتماعية و الثقافية و الدينية و ساهم بشكل كبير في مقاومة الاستعمار لكن الجهات الوصية على قطاع الثقافة و الاعلام البصري على وجه الخصوص لم تعطي الحق الكامل لفن الروايس كتراث مغربي اصيل حيث لم نسمع بان مؤسسة ذات طبيعة ثقافية قد حملت اسم احد الروايس باستثناء معهد الحاج بلعيد للموسيقى بتيزنيت و لم نشاهد قط برنامج تلفزيوني يستغرق ساعتان يتحدث عن حياة احد الروايس بينما نشاهد برامج سباق الاغاني العربية و برامج مسابقات اكتشاف الاصوات الغنائية في فرع الاغنية العربية و الدولية بمعنى بان هناك مشاكل مازالت قائمة في عملية ادماج الهوية الامازيغية في التلفزيون المغربي.
منقول
مناقشة هذا المقال