بقلم لحسن الكدرو ي سفاو .
في سنة 768 ميلادية ثارالبطل الامازيغي شقيا بن عبد الحميد من قبيلة مكناسة بالاندلس على الاستبداد والطغيان الاموي …كان شقيا مدرسا يعلم الفتيان .. …والمصادر العربية تسميه شقيا والغربية تكتبه … وكان يرى ويلمس وبعيش طغيان وعنصرية بني امية ومعاناة الناس فقرر الثورة وتهيات له الظروف والتفت حوله جموع غفيرة من الامازيغ ;ولمعرفته العميقة بنفوس معاصريه انتسب الى فاطمة بنت النبي (ص) وتسمى بمحمد بن عبد الله ولهذا الاسم رمزيته .و.لم يكن اختياره اعتباطيا
ذهب شقيا الى مدينة “شنتبرية” Sontebria. .. وهي اليوم تسمى (castro de santaver ) وكانت مدينة كبيرة ومهمة في عصره..فالتف حوله امازيغ المدينة ..فاشتهر امره وذاع ..فسار اليه عبد الرحمان بن معاوية الاموي ..الذي تصفه المصادر بالدموي والطاغية في جيش جرار لكنه فشل في التغلب عليه . وخرج شقيا من Sontebria ومتحصنا بالجبال….وخوفا من تأثير الثائر الامازيغي عين معاوية ابن عمومته حبيب بن عبد الملك بن الوليد احد احفاد عبد الملك بن مروان واليا على مدينةطليطلة Tolèdeوامره بقتال شقيا القضاء على ثورته فعين حبيب هذا سليمان بن عثمان بن مروان احد احفاد عثمان بن عفان الخليفة الثالث واليا علىSontebria وامره بقتال امير الثورة شقيا وقتله اوالقبض عليه !!…ولك ان تلاحظ ان المعركة استعملت فيها كل الاسلحة والرموز……ابناء “الخلفاء” قادة الجيوش لاستمالة قلوب المسلمين والسدج من الامازيغ …
هاجم شقيا santaver من جديد واستولى عليها وقتل حاكمها سليمان بن عثمان وتغلب على الجيوش التي ارسلها والي طليطلة… واخذ ثلات مدن Merida ; Coria .Medelline…وهزم جيوش بني امية شر هزيمة ووقفت تلك الجيوش عاجزة امامه … كان الطاغية الاموي يخرج بنفسه لقتال شقيا كانت بينهم جولات لكن دهاء وحنكة الامير الامازيغي الثائر
تفسد كل خطط الطاغية الاموي …وفي سنة 772 م- ارسل الطاغية جيشا بقيادة عبيد الله بن عثمان احد مواليه ورجال ثقته لمحاربة شقيا …لكن الامازيغ المجندون في جيش عبيد الله التحقوا بالثورة واضطر عبيد الله للفرار بحياته فاستولى المير الثائر على كل مافي معسكر اعدائه من مؤن وسلاح … وتقول المصادر العربية انه بعد هزمه لجيش عبيد الله سار الى حصن الهواريين او الهوازيين فقتل عامله واستولى على واخد كل ما فيه من مؤن وعتاد….دامت ثورة شقيا قرابة 6 سنوات..عجزت جيوش بني لمية ان تلحق به هزيمة واصبح تزداد قوته يوما عن يوم .اما م كل هذا لجأ الطاغية الاموي ..لسلاح الخيانة وطلب مساعدة احد زعماء الامازيغ هلال المديوني ووعده بان يحكم المناطق التي يسيطر عليها الامير الثائر شقيا …فعمل هلال هذا على تفرقة جيش شقيا بالمكائد وتم له ذلك وانسحبت جموع كبيرة من الامازيغ من جيش شقيا وتم اضعافه …ومع كل هذه الخيانة والمؤامرات بقي الامير الثائر صامدا ..وسنة خرج الطاغية الاموي عبد الرحمان سنة 773 م- لقتاله وحاصره بحصن شبطران** الحصين…كان الفشل حليف الطاغية واضطر الطاغية للرحيل لكنه عاد 774 م- بجيش ضخم يصفه المؤرخون بكثير العدة والعدد…وقتل الطاغية في طريقه كل الامازيغ المسالمين الذين مرببلداتهم …
واستمرت المواجهات بين الامير الثائر شقيا والطاغية الدموي الاموي ..وكانت نتائجها كلها في صالح وتعترف بعض المصادر العربية القليلة والمنصفة ان شقيا قاتل جيوش الامويين باستبسال وشجاعة …وعجزت جيوش بني امية عن هزمه او قتله …لكن الخيانة هي من اجهضت حلم اقامة او دولة امازيغية في الاندلس . وذلك حين تم اغتيال الامير شقيا من طرف اثنان من اعوانه وسلموا رأسه للطاغية الاموي ..سنة 776 م-… تعترف كثير من المصادر التاريخية ان ثورة شقيا هي اول محاولة لاقامة دولة امازيغية بالاندلس لكن محاولة شقيا كانت لها توابع ادت الى قيام امبراطوريات امازيغية في مابعد في كل شمال افريقيا والاندلس …
المصادر
دوزي ..histoir des musulmans d Espagne
ثورات البربر ..عبد المنعم محمد حسين.
مناقشة هذا المقال