في غياب الاستراتيجيات السياحية الواضحة التي يمكن الاعتماد عليها للنهوض بالمنطقة، تبقى مزارع تارك الملاذ الطبيعي الوحيد الذي تلجا إليه الساكنة للراحة والاستجمام .
وفي ضل غياب إرادة القائمين على الشأن المحلي ، وذلك من اجل تخصيص أماكن محمية ومراقبة تخص العائلات والأطفال ، تعرف المنطقة فوضى العارمة التي تعيشها الساكنة بمزارع تارك في اختلاط صارخ بين العائلات المحترمة وبعض الشرائح من ساكنة المنطقة التي تتخذ المكان مرتعا لشرب الخمر واصطياد الفرائس البشرية.
كما تعاني مزارع تاركا الإهمال ، حيث تعرضت أشجار الزيتون لأمراض خطيرة تنتشر بسرعة كبيرة أدت إلى إنهاك معظم الأشجار.
وقد سبق أن نبهت جمعية ” ابرناز “، المديرية الإقليمية للفلاحة والجماعة الترابية لمدينة تيزنيت، عبر مراسلة وجه للمصلحة حول موضوع “خطورة ما تتعرض له مزارع تاركا اسنكار بتيزنيت ” كتراث طبيعي يستدعي من الجميع مؤسسات ومجتمع مدني والساكنة السهر على الحفاظ عليها.
وتعتبر مزارع تارك مجالا أضحى قبلة يقصدها الصغير والكبير للتنزه والترويح عن النفس، باعتبارها حزاما اخضر يشكل متنفسا لساكنة مدينة تيزنيت.
مزارع تاركا واحدة من بين المناطق البيئية النادرة التكوين في العالم .
تتميز مدينة تيزنيت عن مثيلاتها من المدن التاريخية بكونها تتوفر على مجال طبيعي مندمج داخل مجالها الحضري، بحيث تحتل مزارع “ تركا ” المجال الممتد شمال المدينة القديمة على امتداد 200هكتارا، يقسمها وادي توخسين إلى قسمين :
1 الجهة اليمنى (80 هكتار) المسماة “تاركا أوسنكار ”.
2 الجهة اليسرى المعروفة ب ” تركا ن الزيت” ( 120 هكتار).
المجال الطبيعي يلعب أدوارا أساسية في المجتمع التزنيتي:
أدوار إقتصادية:إنتاج مزروعات علفية، الأشجار المثمرة ،زراعة الحبوب ،تربية المواشي.
أدوار اجتماعية: تثمين الأنشطة النسوية، خلق مناصب شغل وتأمين مصدر العيش لأزيد من 500أسرة حضرية.
أدوار بيئية: الحفاظ على مجالات خضراء طبيعية داخل المجال الحضري، هي بمثابة رئة للمدينة،وتساهم في حماية الفرشة المائية وتوفير منتوجات فلاحية بمواصفات بيولوجية.
المحافظة على التراث:“تاركا ن تيزنيت” هي تراث طبيعي للمدينة، وهي مجال ما زالت تمارس فيه انشطة ومهن تقليدية ، يمكن تصنيفها ضمن الثرات الغير المادي للمدينة على غرار باقي المهارات والمهن الأصلية.
تسقى مزارع تركا من جهة انطلاقا من عين أولاد جرار (12 كلم عن تيزنيت ) بصبيب قدره 11 لترا في الثانية،و من جهة أخرى انطلاقا من العين القديم (العين الزرقاء- التي تبعد بحوالي 600 متر عن تركا بصبيب 5 لتر في الثانية.
ظل استغلال مزارع تركا مرضيا إلى غاية عقد السبعينات من القرن العشرين،ثم تعرضت المساحات المسقية لتدهور تدريجي بسبب قلة الموارد المائية المخصصة لسقي تركا، نظرا لتخصيص جزءهام منها للاستهلاك المنزلي، قبل تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد يوسف بنتاشفين.
وبقيت العين الزرقاء تزود لوحدها، وبشكل متقطع، الجزء الأيمن من مزارع تركا، فيما تدهورت مزارع الزيتون (يسار تركا) إلى أن تلاشى جزء كبير منها بداية تسعينات القرن 20.
وفي سياق ذاته ،تبلغ عدد الأسر المستفيدة من تركا في المجال الحضري حسب احصئيات رسمية للمجلس الجماعي السابق ،517 أسرة ، اما عدد البقع الفلاحية محددة في 1370 حقل صغير معدل مساحتها 100 متر مربع ، كما يبلغ عدد اشجار الزيون حسب ذات الاحصائيا، 1670 شجرة ، اما الأشجار الأخرى كالنخيل والرمان والتين تبلغ 1300 شجرة ، وعن المساحة المستعملة تتحدث الاحصائيات عن 5 هكتارات فيما تبلغ المساحة المستغلة 8 هكتارات.
إعداد/موقع أتيك ميديا
المصدر/أرشيف مجلس جماعة تيزينت 2009
[smartslider3 slider=45]
مناقشة هذا المقال