بقلم : أيوب المنصوري بتصرف
لا نختلف ولا ننكر بأن القبيلة هي شكل من أشكال التنظيمات الماضوية السائدة في العصور القديمة، وإعادة إحياء مجلس القبيلة قد يدفع البعض للقول بأننا نسرب الماضي للحاضر والمستقبل، وأن محيو مجلس القبيلة هم متخلفون وأميون يردون التفرقة وتشثيت ما هو مشثت أصلا ….، وهذه التهم كلها أحكام قيمة ومتسرعة وسطحية لا تلامس الطبقات الجوفية في الأحداث، لأنه أولا القبيلة تم إحياء مجلسها كي يلعب أدوار نضالية وغير مسبوقة في تاريخ فم الحصن، ولعل أبرزها الدفاع عن قضية الأرض بإعتبارها قضية وجود ومصير، فلحدود اليوم نظم مجلس القبيلة ثلاثة اعتصامات بطولية حضرها أزيد من 150 رجل في كل اعتصام مرفوق بنصب الخيام ورفع لفتات…،
ورب قائل يقول: وماذا بعد ؟ ونجيب عليه ب : وماذا قبل. هل سبق لأي اعتصام أن حضر له الشيوخ بهذه الكثافة؟! وهل سبق لكل التنظيمات الحديثة وليدة العقلانية الإجتماعية – بتعبير ماكس فيبر – (حزب، نقابة، حركة، تنسيقية) أن أخرجت هذه الكثافة من الشيوخ كي يدافعوا عن مطلب؟ أو أن ينصروا قضية؟ طبعا لا. إذن فلماذا هذا الكم والوابل من الانتقادات؟! هل الدافع هو غريزة النقد من أجل النقد وتحطيم هذه الدينامية الاجتماعية التي تعيشها إمي أوكادير !!!!
وإن كنتم تقرأون الأمور في جانبها الإيجابي، أنظروا إلى شيوخ القرى والبلدات المجاورة الذين انعدم فيهم أبسط حس نضالي، والذين يقضون النهار كله بالنميمة تحت الجدران وفي المقاهي.
وإن لازال في الشارع الحصني شباب مثقف وغيور، فينبغي عليهم تأطير هؤلاء الشيوخ واستغلال هذه الحشود لتقعيد وتعميق الوعي بقضية الأرض ولما لا قضية أخرى كتجهيز المستشفى بالأطر الطبية والتجهيزات اللازمة لوقف موت النساء الحوامل في بلدتنا أو تشغيل الشباب…..
والجدير بالتنبيه والتذكير والإشارة هو أن المخاطب في هذا المقال هو مجلس القبيلة الذي تم احداثه من أجل الذود والدب عن القضايا العادلة وليس غيره.
ومسألة أخرى هي أن هذا الأخير بعيد كل البعد عن العنصرية والكراهية، وأدعو أصحاب الضمائر الحية أن يتمعنوا في التشكيلة الحالية كي يلاحظوا وجود أشخاص وعائلات تم استدعاؤها لا لشيء إلا غاية في لفظ العنصرية بين السود والبيض، وهذا يدخل في حسن النوايا، وفي حدب أخر، فلا مانع من التحاق كل ابناء امي أوكادير واشت وتمنارت واقا بهذا المجلس بغض النظر عن انتماءاتهم، لأن ما يهمنا هو الكم والكثافة ونصرة القضايا العادلة، وليس البحث في الاصول والأنساب.
وأخيرا، اود القول بأني كاتب المقال لا علاقة لي بهذا أو ذاك، ولا ناقة أو جمل لي في أي صراع، ولم يسبق لي أن حضرت لأي قبيلة او اجتماع، وما حذا بي لخط هذه السطور هي الرغبة في فتح نقاش عقلاني حول هذا الموضوع، بعيدا عن اراء المشكيكين في النوايا و العدميين ناكرو التضحيات والايجابيات، والجموع السوقية التي يستهويها الهوى الشعبي، والتي لا تهمها الحقيقة العلمية.
مناقشة هذا المقال