اتيك ميديا : حسن بلقيس ” أمكسا”
في الوقت التي تتعرض فيها الأراضي السوسية ، لأخطر مؤامرة لتصفيتها و نزعها و سلبها من ذوي الحقوق ، تتسارع خطوات منتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار ، في الدفع بتفعيل سريع لقانون يقوم بتوطين الرحل و تشجيعهم للقدوم إلى إقليم تيزنيت ، في خطوة صارت مكشوفة تروم إلى اقامة علاقات طبيعية في جو من التعاون و التنسيق على حساب أرض و ممتلكات و أمن و استقرار و إرادة الساكنة ، و هو ما يعتبر اليوم توجه رسمي ” حزبي ” إلى صناعة رأي عام يقوم بالتطبيع مع ” الرحل ” في تمكينهم من الاستيطان بليونة و سهولة .
و لم تكد الردود المختلفة التي خلفتها مسيرة ” أكال ” يوم 25 نونبر بالدارالبيضاء ، تهدأ ، في أقوى تحرك في مسار المقاومة المدنية التي عرفت حضوراً حاشداً لمختلف الفعاليات السوسية ، حتى انبرى ” هؤلاء ” المحسوبين عن حزب التجمع الوطني للأحرار ، في الدفع نحو تشجيع توطين و قدوم الرحل ، بالدعوة لتنظيم لقاءاً بتافراوت حول القانون المنظم للترحال الرعوي ، يوم الأحد المقبل 02 دجنبر ، في خطوة مثيرة للجدل ، تمثل ” تطبيعا ” علنياً مكشوفاً مع الرحل .. و ربما ، لم يتسلم المسؤولون في وزارة الفلاحة فحوى رسالة المحتجين بالدارالبيضاء ، حيث نادوا بوقف فوري مع كل أشكال ” التطبيع ” مع المافيات الرعوية على الأراضي السوسية ، و إلغاء ما يسمى ب ” القانون 13.113 المنظم للترحال الرعوي و تهيئة و تدبير المجالات الرعوية و المراعي الغابوية ” الماس بحقوق الساكنة الأصلية في أراضيها و مواردها الطبيعية ، حيث يسعى القانون إلى توطين الرحل و تمتعيهم بمجموعة من الحقوق التمييزية على حساب الساكنة و المجال ، و إقامة مجالات رعوية و غابوية على الاراضي السوسية ..
كما أن المدافعين عن البرنامج و القانون يتعاملون مع تطلعات و مطالب الساكنة و أعرافهم المحلية باستخفاف واستعلاء كبيريين ، و ممارسات ضيقة على حساب تنمية المجال الترابي بتسخير و تشجيع الرحل على القدوم إلى تيزنيت ، التي أخذته على عاتقها وزارة الفلاحة بتنسيق مع برلمانيي الإقليم و بعض المسؤولين المدافعين عن جعل تيزنيت ، عاصمةً للمراعي ، على حساب الوجود و حق الساكنة الاصلية ، و التخلي عن ثوابت النضال الامازيغي ، و التشكيك بجدوى التمسك بالأعراف و الوحدة القبائلية ، و التخلي عن مقاومة الرحل و كل السياسات الرامية إلى نزع الاراضي..
و تقوم أيضا المديرية الإقليمية للفلاحة بتنسيق مع المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار ، بدعم كامل من ” قطر ” ، بإغراء بعض الأطراف من ساكنة الدواوير ، على القبول بتوطين الرحل في أراضيها ، مقابل إعطائها بعض الأدوار و الامتيازات الشحيحة مقابل التنازل عن حقوقهم الاجتماعية و الاقتصادية ، التي تتجاوز مخططات و برامج لا تصل إلى شعارات ” التنمية المنشودة ” التي ينادي بها المستقرين بقرى و بوادي الإقليم ، التي اختزلها الشعار الذي رفع بمسيرة ” أكال ” ببراعة : ” وااا العثماني وااا أخنوش … أرا ماتسكرم ء داروني . !! .”
مناقشة هذا المقال