بقلم سعيد الهياق//
حدثني يا جدي:
هل وُجِدْنَا في الساعة الخطأ و المكان غير الموعود…؟
حدثني يا جدي:
أَحَقاً نحن نعيش في فصل الربيع…؟ أم أن الربيع فقد كينونته…؟
حدثني يا جدي:
ما بالك صامتاً لا تحرك ساكِناً..؟
حدثني يا جدي:
بالأمس كانت جدتي تحكي لنا حكايات و حكايات عن فصل الربيع حيث مجاري المياه في كل مكان و الأزهار الخضراء تتراقص على اليمين و الشمال و الفراشات تتباهى و هي تطير كالعرائس اليافعة. و قبل المنام كانت تتحفنا بقصص كان يا ما كان في غابر الأزمان….
حدثني يا جدي:
لقد مللت الصمت و السكون الموجع. لا نظرة و لا بسمة.
بيتنا أضحى علبة سوداء مضيئة بالنهار و الليل. لا كلام و لا سلام. كل مُنْعَزِل مُتَسَمِّر في زاويته و عينه لا تفارق شاشة هاتفه المحمول.
بالأمس كنا نرتع و نضحك و نلعب بين دروب الحي بدون حواجز و لا قيود. و اليوم على حين غرة انقطع الوصال مع أصدقائي.
مللنا حديث أخبار الأوجاع و الآلام. أليس من حقنا الاستمتاع بأنشطة تربوية ترفيهية تنسينا مرارة الوحدة الموجعة…؟
أَحَقاً هذه هي ” الجائحة” التي كانت تحكيها جدتي لأمي و هي صغيرة ؟
و أخيراً، نطق جدي فقال:
مهلاً، يا حفيدي:
غداً يصير حديث كورونا في خبر” كان يا ما كان…”
مناقشة هذا المقال