كلام لابد منه
الحسنية ليس مجرد فريق. البعض ينظر إلى هذه المقولة كأنها ناتجة عن لحظة عاطفية، أو ناتجة عن التماهي مع لحظة الاحساس بنشوة الانتصار أو ذوبان عاطفي داخل مجموعات الانصار التي تدخل في لحظات لاشعور وفق ما تتميز به سيكولجية الجماهير على حد تعبير كوستاف لوبون.
إن فريق حسنية أݣادير له هوية خاصة به، تميزه عن الفرق الأخرى. جمهور أكادير هو الآخر مميز، لا نعمم، ولكن غالبيته يحمل الهم الثقافي والهوياتي، والدليل على ذلك تسمية ايمازغن التي اختارتها الجماهير لتسمية مجموعتهم. إن هذه التسمية تدل عن وعي عميق جدا، لا هي مرتبطة بلون الفريق، ولا هي مرتبطة باسم المدينة أو المنطقة وإنما هي مرتبطة بتسمية شعب عظيم ينتشر على خريطة واسعة جدا تشمل أزيد من 10 دول في شمال افريقيا، وبالتالي فهي تسمية عابرة للحدود..وتظهر خصوصية جمهور الحسنية في الأعلام الأمازيغية التي يحملها إلى كل مكان، وإلى كل المدن حتى أن وسائل الاعلام بدأت تتوجس منها.
إن الفلاسفة الكبار والمفكرون الذين يعيشون في هذا العصر، ويرصدون تحولات المجتمعات في العالم، لا شك أنهم ينهجسون بتحليل عالم المستديرة ليس باعتبارها شأنا رياضيا وفقط، وإنما باعتبارها ثقافة وسياسية واقتصاد ورأسالمال وايضا حلبة للصراع الحضاري والثقافي والنفوذ الدولي خاصة فيما يتعلق بالشركات العملاقة، وكذلك أيضا، الكرة هي ملعب لصراع الايديولوجيات….
البعض يواجهنا ويقول أن فريق الحسنية لا يعبر عن الهوية الامازيغية، ولكن هذا الكلام فيه خلط كبير وتشويش على المسار الحقيقي الذي بدأته الجماهير الأمازيغية العاشقة للنادي منذ سنوات، والذين يقولون هذا الكلام كأنهم يطالبون من ميسي أن يكون كطلانيا بالمفهوم السياسي والثقافي.
صحيح أننا نريد الالقاب، ونريد الفوز في كل المباريات والمواجهات لفريقنا الغالي، ولكن منطق اللعبة والسياقات والظروف تفرض علينا هكذا نتائج.
وبالتالي ففي مثل هذه الظروف، هي التي يستوجب فيها على الجماهير الأمازيغية التشبت بالفريق واحتضانه أكثر، وتشجيعه بكل الطرق والوسائل المتاحة..
الحسنية تعبير صريح عن انبعاث الأمازيغية…
مناقشة هذا المقال