صديق من أكادير سألني مستغربا عن أيام تيزنيت في أكادير، مبديا انطباعات وجيهة يعززها واقع مأزوم بأكادير..
ما يجهله صديقي أننا نعيش في تيزنيت فائضا من المعنى، وفائضا من الفرح وفائضا أيضا من المهرجانات، هذه الأخيرة أكبر منتوج محلي ننتجه طيلة السنة، ونملك كل الشروط لتصديره نحو أكادير، بل إننا استطعنا أن نخلق طبقة اقتصادية مهرجانية، ونخبة ثقافية مهرجانية، ولوبي حزبي يحمل المهرجانات على أجنحة الحمام..
جديا تبدو فكرة التسويق لتيزنيت في مدينة أكادير المنكوبة أصلا وتحتاج إلى تسويق ، أقرب إلى نكتة سمجة نفتتح بها هذه السنة ..لا أدري اي فرص تنتظر تيزنيت في أكادير التي تعيش حالة ركود وأزمة خانقة، وفي مشهد تراجيدي يستنجد فيه غريق بغريق!
تيزنيت تحتاج إلى تسويق مجالي، حقيقة لاينكرها أحد ..والتعريف بالمدينة يكون في مجال آخر وطني ودولي، وأحيانا لا يحتاج ان تُشد اليه الرحال والخيام..فحملة إعلامية في جرائد ومجلات اقتصادية سيكون أقل تكلفة وأكثر نجاعة، كما أن فريق عمل بمقومات تواصلية يمكن أن يروج للمدينة ثقافيا اقتصاديا..بالإضافة أنه في واقع ثورة الإتصالات والمعلومات، فالفرص لا تحتاج إلى الترويج، بينما يحتاج إلى الترويج الشروط وبنية الاستقبال التي توفرها من شفافية ونزاهة وتكافؤ فرص ..
من جهة اخرى ، هناك من يعتقد ان اعطاب أكادير وتيزنيت سببها اقتصادي ، في حين أن الأزمة الحالية نتاج قرار سياسي للدولة..قرار رسمي لترييف كل مدن سوس..الدولة اليعقوبية لا تلعب النرد، يعني انها تعرف جيدا ماذا تفعل وخصوصا انها تقرأ تحولات عالمية وتنامي نزعات الانتماءات الجهوية وارتفاع أصوات تنادي بالحكم الداتي والمحلي، وخصوصا في مناطق مثل أكادير التي توفرت فيها كل الشروط التاريخية والثقافية والاقتصادية لجهوية حقيقية …وبالتالي لم يكن أمام الدولة اليعقوبية خيار آخر غير ترييف أكادير وتأزيم أوضاعها الاقتصادية وخلق نخب جهوية بدون حس وافق تفكير جهوي، نخب مهادنة، تفضل أن تكون مجرد عبيد في رهانات حيتان المال والريع بالجهة…
أيام تيزنيت في أكادير، هي أيام أكادير في تيزنيت ، وتلك الأيام ندوالها بين الناس لعلهم يتفكرون.
سعيد رحم/ مجموعة تدبير الشأن المحلي تيزنيت
مناقشة هذا المقال