إن المفهوم الوحيد في العالم الذي ينظم العلاقات الإنسانية الذي يكسر منطق اللفظ و المعنى هو مفهوم الإخوة،
ففي التعريف المشاع :
الإِخَاء: رابطةٌ متينة موثقة، تجمع بين طرفين أو أكثر تتصف بالدوام والملازمة، وتنشأ بسبب النسب أو الرضاع، أو الدِّين، أو الاشتراك في القبيلة أو الوطن، أو المقاصد والأعمال، ونحو ذلك من الأسباب].
أما الأخوة الإسلامية: فهي رابطة شرعية ربانية، وثيقة دائمة، تجمع بين كل مسلم وجميع المسلمين في كل ناحية وجزء من العالم.
هكذا يكون المفهوم يتجاوز روابط الأبوين إلى أبعد منه، ونحن في تخليد اليوم العالمي لحب الإخوة رأيت انه من الواجب التنبيه لما وصلت إليه العلاقات الاخوية ببلادنا كما هو حال كثير من البلدان العربية،
فالظاهر ان المحاكم المغربية تعج بالقضايا التي تخص نزاع الإخوة على الإرث و خصومات أسرية بسبب السكن المشترك أو شكايات الزوجات اللواتي يفسدن محبة الإخوة،
ولكن أمثلة عربية دالة تحيل على قيمة الاخوة غير الإخوة الطبيعيين كالقول بمعزة اخ لم تلده امك وعن العداوة بين الإخوة هناك فيلم” الأخوة الأعداء” .. هو فيلم من أهم أفلام حقبة السبعينات المأخوذ عن رواية تحمل عنوان ” الأخوة كاراما زوف ” للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي , والذي قدم من خلاله الصراع النفسي بين عدة أشخاص تحيطهم المبررات والدوافع لاتخاذ عقيدة الشيطان ملجأ لهم ينهلوا منه كل مناحي الحياة .
ومع كامل الأسف إذا كان المجتمع المغربي مكن الأخ الأكبر من مكانة الأب، فإن ما يروج في المحاكم اليوم يبين ان الآباء في حالات كثيرة يورثون كبار الأبناء، بدون وجه حق، فيما هؤلاء الإخوة الكبار يكونون في الغالب تحت تأثير الزوجات أو الطمع ويتنكرون لإخوتهم، وهذا ما يغدي النزاعات
وبذلك يمكن القول ان الأخوة الكبار يعتبرون من أعمدة العائلات بعد رحيل الأب ويقومون بدور الأب لغيرهم من الأشقاء، ولكن واقع الحال أن العلاقات بين الأشقاء تحولت في كثير من الأحيان لمشاحنات تتطور تدريجيا لنزاعات قضائية وقطيعة وكراهية تتوارثها الأجيال داخل العائلة الواحدة.
في يوم حب الإخوة وجب التنبيه ان المؤسسة المغربية بدأت تفقد توازنها بسبب صراعات و نزاعات وخلافات الإخوة ،و حان الوقت لدق ناقوس الخطر، لأن هذا السلوك يتهدد التماسك الإجتماعي
فهل تعتبرون ؟
أكادير ؛ يناير 2022.
مناقشة هذا المقال