بعيدا عن الحرب الكلامية التي تندلع، بين الأطراف الحزبية المشكلة لمجلس بلدية أݣادير، خاصة بين أغلبية البيجدي، وخصومهم في المعارضة…إلا أن حادثة مرحاض أنزا، تجسد إلى حد كبير، أن مدينة أكادير التي هي قطب الاقتصاد والسياحة والتصدير في المغرب، ما يتم الحديث عنه مؤخرا في المغرب، أݣادير هي حالة، هي نموذج مصغر للمغرب، الذي وقع ضحية سوء التسيير، نتيجة حادثة سير جارفة وقعت في انتخابات جماعية وجهوية، ثم تشريعية. أكادير تسيره نخب عديمة الكفاءة، ليس لها رؤية، ليس لها مشروع، ولا تفهم معنى سياسة المدينة، ولا هي تمتلك آليات التخطيط، ولا إرادة الفعل وفق برنامج ذو خلفية تنموية شاملة.
أݣادير التي تتباهى منذ عقود، بالموقع الجغرافي المتميز دوليا و طنيا، فهي تاج بحري يزين خليج عالمي على ساحل المحيط، هي مدينة تحتل المرتبة الأولى في تصدير الحوامض والعديد من الخضر والفواكه، وتحتل مراتب متقدمة في الصناعات الغذائية، ولها حصة كبيرة في الانتاج الوطني من الصيد البحري، كما أن ميناء المدينة يصدر اطنان هائلة من المعادن المختلفة، دون الحديث عن السياحة والمنتوجات المحلية…وغيرها، وقبل هذا وذاك، أگادير تتمتع بمناخ نادر جدا في العالم ، لا يعرف قيمته إلا بعض عشاقه الذين يأتون إليه من كل جهات العالم….
للاسف اݣادير، وقعت ضحية، تكابد الازمات وتحصد الفشل، على جميع الأصعدة والمستويات، فقد هويته وخصوصيته، ألبسوه هوية زائفة بسبب الانتماء الايديولوجي، وجعلوه مقاطعة صغيرة ضواحي القدس، أݣادير تراجعت فيه السياحة والصناعة والتجارة….وكل شيء…مدينة أسيرة، وقعت بسهولة بين أيادي القراصنة ….
مدينة تفكر في توزيع الأكفان على الموتى….وتسييج المقابر، وبناء دور الوضوء على جنبات الطرق والشواطئ….
مناقشة هذا المقال