قبل شهرين استقال لويس إنريكي من تدريب المنتخب الإسباني لكرة القدم، مرجعا استقالته لأسباب عائلية قاهرة..
قرر إنريكي عدم الإعلان عن السبب، والتفرغ بشكل كلي للبقاء إلى جانب صغيرته التي أصيبت بالسرطان ولم يتجاوز عمرها تسع سنوات..
الإعلام الإسباني الذي لا يفوت فرصة متابعة أدق تفاصيل رياضييه سواء داخل وخارج الملعب احترم بشكل كلي رغبة المدرب في عدم إعلان السبب، والبقاء بهدوء إلى جانب فلذة كبده..
اليوم أعلن لويس إنريكي وفاة ابنته بعد صراع مرير مع السرطان، لكن الإعلام الإسباني قدم درسا مهنيا وأخلاقيا، فقد جمع بين الإعلام والأخلاق واحترم خصوصية المعني بالأمر في عدم إعلان السبب الشخصي لاستقالته وطبيعة مرض ابنته، ولم ينسق وراء كشف الأمر، رغم أن عددا كبيرا من الصحفيين الإسبان كانوا على علم به، حيث لم يتم إعلان الأمر إلا بعد أن نعى لويس إنريكي في حسابه الشخصي على تويتر وفاة ابنته.
الإعلام ليس جريا وراء الفضائح واسرار البيوت والإثارة الرخيصة، كما يحاول أن يرسخ البعض بممارساته غير المهنية واللا أخلاقية، إنه أخلاق وقيم نبيلة، والإعلام الذي لا يحاول أن يكون عين المجتمع وضميره ليس إعلاما..
✍ جمال_اسطيفي
مناقشة هذا المقال