بقلم سعيد الهياق
إن تعذر عليك أيها الإنسان الغريب حضور فرحة العيد في الديار مع الأهل والأحباب؛ فلست وحدك من يعاني في صمت رهيب.
ها هو مسافر بمقهى المسافرين يتقاسم معك تلك المشاعر الكامنة في الماوراء…
ها أنا ذا، يآ صاح
مسافر بمقهى المسافرين في عز فرحة العيد يتقاسم معك بحرقة مشاعر تلك الغربة. قد لا أكون أنا أو أنت من اختارها عن طواعية.
قد تكون هذه الغربة ضريبة عقد اجتماعي فرض علينا. لم نشارك و لم يتم استشارتنا في إنجاز بنود فصوله. وقد يكون الأمر صار ضربة لازب.
أتذكر ذلك اليوم الأغر، يوم وقعت بلهفة لامتناهية على عقد أسري لم تقرأ أبداً فصول بنوده ولم تكن تعلم حتغ بماهيته. كان لك فقط التوقيع والتأشير على دخول قفص الحياة. سموه القفص الذهبي لتلجه مسالماً منتشياً بفرحة الدخلة العجيبة المنتظرة.
كنت كطفل ألبسوه لباساً جديداً يواري عورته ليكون فرحاً كباقي الأطفال. واليوم أنت تنظر إلى الأطفال فرحين يرقصون كفرشات الربيع.
أتذكر يوم كنت شابا يافعا تنتقل في يوم العيد في دروب الحي كالعريس المنتظر. أينما حللت و ارتحلت تجد الحلوى والعيون على أشكالها تترقب مجيئك و تستقبلك بابتسامة و بالأحضان الدافئة تعانقك.
دعك أيها الغريب من ذكريات الزمن الجميل. وافرح كما يفرحون وإلا ازداد منسوب مرارة الغربة.
كأني بك تقول: الصِّبا ولى. فقلت: ابتسم. لن يرجع الأسف الصِبا المترنّما.
لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قلت: ابتسم، يكفيك أنك لم تزل حيا، و لست من الأحبة معدما !
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم،و لذا نحب الأنجما.
وعلى هذا الحوار الشعري البديع الشاعر إيليا أبو ماضي نتقاسم مرارة الغربة مع كل مغترب. ونستبدل تلك المشاعر الحزينة العميقة لتلك الأرواح الطيبة التي افتقدناها في عز فرحة العيد، بابتسامة وفرحة.
وقد تكون بين خيارين إما البقاء والتعايش مع طقوس العيد الجديد. والتي قد تكون غير التي عشتها في الزمن الماضي أو السفر في عز فرحة العيد. وقد يكون أحلاهما مُرُّ.
يآ صاح ابتسم…
وما الحياة إلا دمعة وابتسامة.
بقلم سعيد الهياق
مدينة إمنتانوت
بتاريخ 10 أبريل 2024
مناقشة هذا المقال