يسعى 26 مرشحاً للفوز بكرسي الرئاسة في قصر قرطاج، في مشهد سياسي يحفه الكثير من الغموض والضبابية إلى جانب عدد من المفارقات والأحداث التي لم تشهدها تونس من قبل، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من المفاجآت.
تنطلق الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس وسط مشهد تشوبه “الضبابية”، وتحدٍّ يتمثل في ضرورة نجاح الدولة التي تكاد تكون الوحيدة التي نجت من مآلات “الربيع العربي” ويسعى شعبها إلى تمتين مكتسباته الديموقراطية.
ويحفل مشهد الانتخابات الرئاسية بعدد من الظواهر التي لم يعهدها التونسيون، فهناك مرشح في السجن متهم “بغسل الأموال والتهرب من الضرائب” فيما تدير زوجته حملته الانتخابية، وهناك 26 شخصاً قبل ترشحهم للانتخابات وهو رقم كبير للغاية لم يعتده الناخب، ما يجعل التونسيون لا يملكون فكرة عمن سيكون الرئيس الأمر الذي يفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات والمفاجآت غير المتوقعة.
مواقع التواصل الاجتماعي.. تأثير متعاظم
ويرى الجمعي القاسمي الكاتب والباحث السياسي التونسي أنه منذ انتخابات 2014 بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بأهمية بالغة بسبب تأثيرها المباشر على الرأي العام، لكن “هذه المرة يبدو أن المرشحين وفرق الاتصال المحيطة بهم تنبهت لأهميتها وباتت تركز بشكل كبير على التواصل مع الناخبين من خلالها، سواء في سياق التعريف بالبرامج أو في سياق التعهدات الانتخابية، على أمل كسب ود أو إقناع فئة من جموع الناخبين بمرشح معين، ما جعل لها صدى كبيرا وتأثيرا مباشرا على الحياة العامة، وعلى مستوى الفاعلين السياسيين” بحسب ما قال القاسمي خلال مقابلة مع DW عربية.
في السياق نفسه، يرى صلاح الدين الجورشي الكاتب والإعلامي التونسي البارز أن تعاظم دور مواقع التواصل الاجتماعي في الانتخابات وضع عبئاً كبيراً على الهيئة المسؤولة عن الإدارة والإشراف على الجانب الإعلامي من الانتخابات وكذلك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، نظراً لما تسببه من تعقد في المشهد السياسي والانتخابي”، محذراً في مقابلة له مع DW عربية من “خطورة الأخبار الزائفة التي تنشر بين وقت وآخر خاصة في هذا التوقيت الحرج” وشدد على ضرورة وجود آلية لتصفية تلك الأخبار .
لكنه لا ينكر، من جهة أخرى، أن هذه النافذة الإعلامية ساهمت في انخراط التونسيين في نقاشات أكثر عمقاً وانفتاحاً مع جدية في الطرح على حساب وسائل الإعلام المعروفة والتقليدية، منتقداً في الوقت نفسه “تدني أسلوب الحوار والنقاش بين بعض مستخمي تلك المواقع في بعض الأحيان”، مشيراً إلى أن “المؤكد في كل هذا أن مواقع التواصل الاجتماعي من أهم العوامل التي ستخدم هذا الطرف أو ذاك ما يجعل المعركة حادة للغاية بين المشاركين والتي ستزداد حدتها بالاقتراب من الموعد النهائي للانتخابات”.
وربما يكون الدليل على صحة ما أشار إليه الجورشي والقاسمي بشأن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك النقاش الدائر بين أحد مرشحي الرئاسة وأحد المغردين:
محمد الهاشمي الحامدي
مناقشة هذا المقال