مع فتح باب الترشح للانتخابات، ظهرت على الساحة السياسية التونسية عدة شخصيات أثارت الكثير من الجدل. إحدى هذه الشخصيات هو نبيل القروي إمبراطور الإعلام ومالك قناة نسمة الفضائية والمسجون منذ 12 يوماً على ذمة التحقيقات في قضايا غسيل أموال وتهرب ضريبي، والذي رفضت محكمة استئناف تونسية الإفراج عنه مؤخراً، وسط تشكيك من مناصريه بأن توقيف الرجل شابه الكثير من الاختلالات، وأن الأمر مقصود نظراً لتصدره استطلاعات الرأي قبل القبض عليه.
نبيل القروي إمبراطور الإعلام ومالك قناة نسمة الفضائية
ومن تلك الشخصيات أيضاً عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر والتي يعتبرها البعض أحد وجوه نظام بن علي. موسى تلقت مؤخراً تهديدات بالاغتيال، ما جعل الداخلية التونسية توصيها بتغيير محل سكنها بصفة دائمة. وعبير هي أحد أشد خصوم حركة النهضة وقد تعهدت مراراً وتكراراً بأنها حال فوزها، فإنها لن تقدم مطلقاً على التعاون أو العمل مع الحزب.
ويرى منصور عيوني المحلل السياسي التونسي أن تونس “أمام عرض انتخابي متضخم، فقد تقدم مئة مترشح حضر أحدهم يحملة (قٌفة) بها مبلغ التأمين المطلوب للتقدم للترشح، بل إن كثيرين منهم لم تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة لشخص رئيس الجمهورية وامتلأ المشهد بحالات سيريالية”.
ويعتقد عيوني أن ما حدث “لم يكن عفوياً أبداً وإنما يقف خلفه من يريد أن يحدث حالة من التعمية أو الفوضى في المشهد التونسي، ما يجعل الناخب التونسي يرى مشهداً مليئاً بالفوضى، فيحجم عن المشاركة وهنا سيشارك في التصويت فقط أعضاء الأحزاب الكبرى، وبالتالي تتم إعادة إنتاج المشهد السياسي نفسه”. ويعتقد عيوني أن “الـ 26 شخص الذين تمت الموافقة على ترشحهم سنجد أن من بينهم مرشحون جادون وهناك أيضا ترشحات غير جدية”.
يوسف الشاهد
أحمد القديدي السفير التونسي السابق كان قد أشار إلى الشخصيات التي يحفل بها مشهد الانتخابات دون تأثير أو رؤية واضحة واصفاً إياها “بطحالب الديمقراطية، والتي يعد وجودها ضرورة في المشهد، لكنها ستختفي لتبقى الأشجار المثمرة”.
خطاب شعبوي ومرشحون مزدوجي الجنسية
ويشير الجمعي القاسمي الكاتب والباحث السياسي إلى أن هناك عدداً لا بأس به من المرشحين الرئاسيين يحملون جنسية دول أخرى، مؤكداً على أن “هذه مسالة في غاية الأهمية ولها تداعيات كبيرة على مجمل مستقبل العملية السياسية في تونس”.
أكثر من سبعة ملايين ناخب على موعد مع الاقتراع يوم 15 أيلول/سبتمبر لانتخاب رئيس جديد لتونس
على جانب آخر، وجهت عدة اتهامات لبعض المرشحين بانتهاج “خطاب شعبوي” خلال حملاتهم الانتخابية، لكن منصور عيوني المحلل السياسي التونسي نفى وجود مثل هذا الخطاب، وأوضح أن “هناك خطاب تسويق انتخابي بمعنى أن من يتبنون هذا الخطاب يخاطبون الشعب بأحلام وطموحات من المستحيل أن تنفذ كأن يتعهد أحدهم بتوفير وسائل النقل للمواطنين بالمجان إن هو تم انتخابه رئيساً، لكنه يعرف والكل يعرف أن هذا أمرا مستحيلا إلا أن ذلك يدخل في إطار تقنيات التأثير في الناخبين، فالكل يتحرك نحو الفقراء والمهمشين ويعدونهم بمسائل غير ممكنة لأنهم اكتشفوا أن هذا الأسلوب مجزي ويجذب الناخبين”.
كانت وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في 25 تموز/ يوليو عن سن 92 عاما قبل وقت قصير من انتهاء عهده، قد دفعت إلى إعلان انتخابات رئاسية مبكرة كان يفترض أن تجري في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد الانتخابات النيابية المحددة في تشرين الأول/أكتوبر. وقد تم تسجيل أكثر من سبعة ملايين ناخب ستتم دعوتهم إلى الاقتراع يوم 15 أيلول/سبتمبر، وذلك بعد نسبة عزوف انتخابي لافتة في الانتخابات البلدية عام 2018، خاصة فئة الشباب.
عماد حسن
مناقشة هذا المقال