في مداخلته ، ضمن اللقاء الشهري للمقهى الثقافي أكُورا الذي نشط فعالياته كل من البرلماني ” عبدالله الغازي ” و الناشط الامازيغي ” عبدالله بوشطارت ” حول الأرض و الإنسان ، هاجم الناشط المدني ” أمكسا بوتوالين ” القائمين على برنامج المراعي و السلطة الإقليمية ، محملاً لهما المسؤولية في إختلاق مشكل ” الرعي الجائر ” بجماعة أربعاء الساحل ، حيث نبه إلى أن جزء كبير من ساكنة ” سيحل ” أصولهم صحراوية ، و أن علاقتهم بالرحل منذ القدم قائمة على مبدأ التعايش .
و أضاف ” أمكسا” ، أن مشكل الرعي الجائر بدأ في تراب أربعاء الساحل منذ أن بدأ توجه وزارة الفلاحة يتبنى رأسملة القطاع الحيواني و تشجيع الاستثمار في الرعي ، و هو ما دفع بظهور مستثمرين بعيدين عن الرحل التقليديين الذي كانوا يعتمدون عن الرعي كنشاط معيشي و تربطهم بساكنة المنطقة أعراف و علاقات تصل في بعض الأحيان إلى المصاهرة و إقامة مواسم دينية و تجارية .
و لم يفوت ” أمكسا ” المعروف عنه معارضته لمهرجان المراعي ، أن يوجه سهامه للمدافعين عن ” تيزنيت عاصمة للمراعي ” ، مؤكداً أن التوجه في البداية كان بإقامة مراعي في المناطق الصحراوية موطن الرحل لمعالجة مشاكل ترحالهم ، قبل أن يتحول البرنامج إلى تيزنيت ، و هو ما جعل الرعاة الرحل يصوبون وجهتهم بكثافة نحو الإقليم ، و أن الرعاة الرحل يتلقون الدعم و الرعاية بينما لا يجد المتضررين من اعتداءاتهم من ينصفهم عن أضرارهم
و عودة لإحتقان ” ايت سيحل مع الرعاة الرحل ” ، أشار أن المستثمر الرعوي الذي خلق فوضى بتراب الجماعة ، كان معروفاً عنه عداءه لأهل المنتخبة ، و له سوابق اعتداء على أملاك و محاصيل الساكنة ، و أن بمجرد حطه الرحال بالجماعة رافقته تنبيهات المجتمع المدني و الساكنة منذ الأيام الأولى ، و هو ما لم تتفاعل معه السلطات المحلية و الإقليمية بإيجابية و فعالية ، و هو ما ساهم فيما بعد في الاحتقان و تؤثر الأجواء ، قبل أن يصل إلى ذروته في الأيام الأخيرة ، كأن الأمر مخططاً له ، حين تفاقم و إنتهى بالدعوة للإجماع مع ” اللجنة الإقليمية للمراعي ” ، متسائلاً عن قانونية اللجنة و متى تأسست ؟ و على من سيدافع على مصالح الساكنة في ظل هذا الوضع المتأزم ، الذي تقاعست فيه السلطات عن حماية أمن و أملاك الساكنة ، و إختيار المنتخبين الوقوف مع ” المخزن ” في سياساته التي لا تضع ساكنة سوس في صلب الاهتمامات و الحصانة المواطنة ، و هو ما جعل مثل ساكنة السيحل تدفع الثمن غالياً ، حسب ذات المتدخل .
مناقشة هذا المقال