إن الدين الإسلامي لبس على مدار التاريخ، ألوان ومذاهب ونِحلا وتوجهات، حتى أصبح لكل مجموعة دينا، يصل لحدود تكفير المجموعات الأخرى، لتصبح تلك الجماعة الناجية من النار والبقية كافرة مارقة.
فما الدين في المغرب ؟ مادام كل يغني على ليلاه المقدسة.
ذاك الدين المغربي الذي رضعناه من أثداء أمهاتنا، سَمْحُ ومتسامح، لا وسائط ولا سماسرة فيه بين الناس والله، علاقة مباشرة ارتقت إلى العيش المشترك الاجتماعي، والذي أساسه إنسانية المعاملة بين البشر، وتقدير وتقبل اختلافاتنا.
دين رحيم، تعايش فيه لحقب كثيرة المسلم واليهودي والمسيحي والوثني والباحث عن حقيقة خارج الملل.
دين شعبي، منفتح على الفرح، ونحن نرقص بنينا وبنات في أعراسنا، فلا مقصلة ولا دعوات لقطع الرؤوس، هي السعادة الإنسانية حين ترتضيها قيمةً بشرية للآخر.
دين اعتبر الخير مذهبا للتقاسم مع الجيرة، وترجمه احتضانا لمحيطنا الإنساني حين يتقاذفه العوز، وذلك قبل أن يصبح العمل الخيري سمسرة باسم الدين لتصيد الأتباع.
آن للمغاربة أن يصدحوا بملئ أصواتهم في مواجهة تجار الدين والجماعات والتنظيمات التي تسترزق باسم الدين : “لكم دينكم ولنا دين”.
فلنعد لذلك الإسلام المغربي الذي تعايش وسطه المختلفون لقرون من الزمن، ولنفضح هاته اللوثة التكفيرية التي تنهل من عصر الظلمات، وهي جرثومة غزت النسيج المجتمعي ووصلت حتى البرلمان وتغذيها بعض الجماعات والأدرع الدعوية.
إنها مهمتنا جميعا أن نسترجع الدين الشعبي السَّمح من مشاريع قطع الرؤوس… إنه إسلام أمهاتنا ما نريد..
ملحوظة : في تنظيمات الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، كان فقهاء وأئمة منخرطون ببطائقهم في هذا التنظيم اليساري، وأخفوا المناضلين اليساريين في الجوامع بسنوات الرصاص.
منعم وحتى ناشط سياسي.
مناقشة هذا المقال