Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

طرق النصب على المصطافين..شقق وهمية بالأنترنيت وشبكات تستدرج الضحايا بالشواطئ

صحف

تفتقت عبقرية البعض في استغلال رغبة المواطنين في حجز شقق مفروشة لقضاء عطلة الصيف، للاحتيال عليهم عبر إيقاعهم في الغلط، إذ أن اللجوء إلى الأنترنيت للحجز، تحول إلى شرك لللإيقاع بالضحايا، إذ يختار النصابون صورا لشقق أنيقة ببعض المدن ويقترحون كراءها للراغبين فيها بأثمان مغرية، مع وضعهم أرقاما هاتفية للاتصال بها عند الرغبة في الحجز.

تنطلي الحيلة على مستعمل الشبكة العنكبوتية، فيخضع للشروط التي تملى عليه، خصوصا عندما يجري اتصالا هاتفيا بمسير الشقة أو الوسيط، ليقدم له ما يتوفر عليه من عروض، قبل أن يطالبه بضرورة دفع تسبيق لتأكيد الحجز وغالبا ما يكون ثمنا بخسا لا يتعدى 500 درهم، يرسلها المعني بالأمر عبر وكالات تحويل الأموال في اسم شخص يحدده له المتحدث معه على الهاتف. وعند دنو وقت استغلال الشقة، يكتشف الضحية أنه كان فريسة لمقلب نفذ ضده باستغلال حاجته، وأيضا بدفع ثمن بخس، يثنيه عن تقديم شكاية قد تتطلب وقتا ومالا أكثر.

وبعيدا عن هذه الطريقة التي تجلب الضحايا من الشبكة العنكبوتية، تنتشر في الشواطئ والأماكن السياحية ظواهر أخرى، لا تقل عن سابقتها نصبا ويتم فيها استهداف المصطافين لإجبارهم على توقيع عقود ودفع مبالغ مقابل الاستفادة من شقق لقضاء العطل.
وتستغل هذه الشبكات وجود شركات حقيقية تقوم بالعمليات نفسها، إذ يجري تقليدها للإيقاع بالضحايا وإيهامهم بأن الأمر يتعلق بشركة لا تختلف عن باقي الشركات المعروفة بالاشتغال في هذا المجال.

ويختار أصحاب هذه الحيلة فئة من الشباب، ذكورا وإناثا، كما يخضعونهم لتكوين استدراج المصطافين وتعبئة الاستمارة، قبل استدراجهم إلى مقر معد خصيصا للضغط على الزبون وإجباره على دفع تسبيق مالي وتوقيع عقد.

وتنطلق بتصيد الضحايا من الأماكن السياحية، إذ يتكلف الشباب المدفوع لهذه العملية، باختيار الزبائن، إذ يتقدم شاب أو شابة أمام زوج (ذكر وأنثى)، ويستمهله لحظة لسؤاله إن رغب في الفوز بقضاء نهاية الأسبوع بفندق مصنف في إحدى المدن الخلابة، ليبتلع الضحايا الطعم بمجرد سماع كلمة الفوز، وتبدأ أسئلة بليدة وسهلة، كمثل ما هي أحسن مدينة بالنسبة إليك؟ وبالطبع فإن أي جواب من قبل الضحية يكون صحيحا، بل مردوفا بعبارة “برافو”، لقد فزت معنا بهدية عبارة عن قضاء ليلتين بفندق مصنف مجانا، ولكن الهدية لا تسلم في مكان الاستدراج، إذ يطلب من المستهدف مرافقة الشاب أو الشابة إلى مقر الشركة، لاستكمال الإجراءات ثم تسلم الهدية.

الرحلة إلى مقر الشركة تكون إما بسيارة الضحية نفسه أو عبر سيارة أجرة يتكلف الضحية ذاته بأداء ثمنها، ليتم إدخاله إلى قاعة الاستقبال وأخذ المعلومات الكافية عنه وعن مرافقته، قبل عرضه على غرفة أخرى يتكلف فيها شخص آخر باستقباله ويستعرض أمامه شروط الاستفادة وسمعة الشركة، قبل أن يستدرج إلى قاعة أخرى لمشاهدة برنامج مصور عن عائلات استفادت من شقق في مختلف دول العالم، وفي المغرب أيضا، ليتم إفهام الضحية بأن هذه العائلات من زبائن الشركة نفسها التي ترحب به ضيفا.

الانضمام إلى الشبكة يتيح الاستفادة من شقة للإقامة في أي بلد أو مدينة، شريطة التبليغ عن الرغبة والوجهة قبل أسبوع أو 15 يوما، وبطبيعة الحال عندما يتم إقناع الضحية يتم تكليف فتاة جميلة بإقناع الضحية بتوقيع العقد الذي يختلف ثمنه باختلاف اختيار الشقق من النوع الممتاز أو المتوسط، وأيضا باختلاف مبلغ الانخراط، الذي يبدأ من 50 ألف درهم.

الرفض يعني الخروج من المقر دون أخذ الهدية، والقبول يدخل الضحية موقع العقد في متاهة قبل أن يكتشف أن الشقق توجد فقط في الشريط المصور الذي شاهده بمقر الشركة، وأنه كان ضحية استغلال بلادته، ما يدفعه على خوض نضال جديد لاستعادة أمواله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.