سعاد مازو: أي نموذج تنموي يتحدثون إذا لم يكن الإنسان في صلب الاهتمام بل محور أساسي لأي مشروع؟
عندما يهمش المواطن في بلاده ويحرم من ابسط حقوقه و أهمها حقه في العيش بكرامة ومن كثرة همومه يشيخ قبل الأوان ، لأن المسؤولين عن الشأن العام في هذا البلد السعيد لا يفكرون في هذا المواطن و لا في تلك الحقوق المنقوشة في بنود الدستور قدر اهتمامهم (خاصة في المدن العتيقة ذات التاريخ العريق) على خدمة السياح و توفير كل سبل الراحة لهم ، لتتحول أحياء بكاملها إلى محطة استراحة للسياح ، في حين يصبح صاحب الدار يشعر بالغربة في بلاده.. فمثلا حي القصبة الذي يظم قبور ملوك السعديين هو حي المقاومة والسياسة و الرياضة و المسرح. تحول إلى مجرد بازار كبير وصارت دوره العتيقة و متاجره وكل شي له قيمه في خدمة السياح ، وبقي المواطن البسيط مهمشاً بنظرات حزن تغطي وجهه ، هذا الحي وسكانه نموذج فقط للعديد من الأحياء مثله ليبقى السؤال عن أي نموذج تنموي يتحدثون إذا لم يكن الإنسان في صلب الاهتمام بل محور أساسي لأي مشروع؟ وبتهميشه ستبقى كل المشاريع هشة و فاشلة ..وبدل السباق المحموم لأصحاب الشكارة في خلق فضاءات لراحة السياح لتكن لهم القليل من الغيرة على أبناء هذا البلد حتى لا يتحولوا إلى مجرد صور تذكارية ينقلها السياح عن بؤس المواطن المغربي..
أنا_إنسان في انتظار نموذج تنموي يعترف بالإنسان.