حسن بلقيس (امكسا)
ها هم الشباب المضرب عن الطعام أمام مقر عمالة تيزنيت يصل اضرابهم للاسبوع ، و ها هو معتصم الشباب امام مقر باشوية و جماعة يقترب من الاسبوعين ، ” شباب ” يقاسون و يعانون ، و يُدفعون للغرق في البؤس و الاحباط و ” التمرميدة ” أمام مقرات مؤسسات الدولة ، بينما يقضي مسؤولي المدينة عطلة نهاية الاسبوع ــ رغم ان كل ايامهم عطل ــ في السفريات و المهرجانات و المنتجعات السياحية.
هو واقع مقلوب حين يتبادل المسؤولون ” المسنون ” على صفحاتهم السيلفيات و الجادغوات بأموال دافعي الضرائب ، و يتبادل الشباب صور الوقفات و التضامن و ايموشنات الحزن و الاحباط داخل المربعات التفاعلية لبلد يتنكر لهم حتى بأبسط الحقوق في عيش كريم .
محمد جاعا أحد المعتصمين المضربين عن الطعام امام مقر عمالة تيزنيت ، كتب على جداره : ” يحلو لي أن أكتب إليكم ، في هذا الوقت المتأخر من الليل ، في مكان فسيح لا سقف له ، و لا جدران ، و بنقص في الفراش مع رفيقي في النضال .. أكتب اليكم حيث انتم في فراشكم المريح الدافيء و امعاءكم دافئة ، و نحن هنا بأمعائنا الخاوية نصارع برودة جو شهر ليالي دجنبر و اللامبالاة الجامدة للمسؤولين .. ” ، هي خلاصة معركتهم مع مسؤولين لا يحملون من المسؤولية الا الاسم ، أفرغوا مؤسسات الدولة من أدوارها و وظائفها المواطنة الى بنايات باردة و فارغة ..
ما يقع امام مقر عمالة تيزنيت ، و امام مقر باشوية و جماعة تيزنيت ، ما هو الا استنساخ و صورة مصغرة و اشارة صامتة ، لما يعانيه و يقاسيه شباب المدينة من جحود و تنكر المؤسسات و المسؤولين ، جيش من المسؤولين و المنتخبين الذي لا فائدة منهم ، الا في اثقال كاهل الميزانيات بأتعاب و تعويضات ، لا يرى منها المواطنين الا توصيد ابواب المكاتب و تعليمات بالقمع و المنع ، و اغلاق شامل لقنوات الحوار و التواصل المسؤول ..
فمن سيتدخل ليحدد على من تقع مسؤولية هؤلاء الشباب المعطل المحبط ” المرمد ” امام مقرات مؤسسات الدولة ، او على الاقل أن يعلمهم ان المسؤولية أخلاق قبل ان تربط بالمحاسبة … !!
مناقشة هذا المقال