تفاعل الفاعل المدني سعيد رحيم في تدوينة مع احد المدونين خ.ب والذي أثار نقطة حول النفَس العنصري الذي حمله سؤال النائب البرلماني إبراهيم بوغضن عن حزب العدالة والتنمية ( هو في نفس الوقت رئيس جماعة تيزنيت) بخصوص الترحيل القسري للمهاجرين من جنوب الصحراء إلى تيزنيت ..
ولقد كانت نفس الملاحظة التي أبداها سعيد رحيم منذ ثلاث سنوات عندما وجه فريق التجمع الوطني للأحرار سؤالا كتابيا إلى رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت حمل بدوره عبارات عنصرية تنهل من نفس قاموس اليمين المتطرف..
واضاف سعيد رحيم ، وعلى إثر تزايد عمليات الترحيل القسري للمهاجرين مؤخرا إلى تيزنيت ، لم يتردد بعض صبية أخنوش في اثارة هذا النقاش، مع الإشارة انداك في سعيهم إلى تحميل بعض الأصوات الحقوقية بالمدينة مسؤولية إفشال ما سموه الترافع في الملف بسبب الضجة المثارة حول سؤالهم العنصري انداك ، في محاولة منهم الآن تأليب الرأي العام والشارع ضد المناضلين الحقوقيين والمدنيين .وبخصوص ما أثاره خ.ب فأن رحيم يتفق معه على كون الطبقة السياسة يسكنها قصور كبير في إدماج المقاربة الحقوقية في خطابها، وأن لغتها تمتح من جهاز مفاهيمي يتماهى مع خطاب اليمين المتطرف العنصري ، ولكن اظاف رحيم، أود أن أوضح للصديق خالد بعض المعطيات حول عودة هذا النقاش إلى الواجهة الآن في تيزنيت …الاشكال ان الدولة تقوم بترحيل قسري للمهاجرين من جنوب الصحراء إلى المناطق الحدودية والجنوب، ولكن الجنوب في هذه الحالة هي تيزنيت وليس الصحراء لاعتبارات يعرفها الجميع وحساسية المنطقة، ومايميز تواجد هؤلاء المهاجرين بتيزنيت ان تواجدهم يكون مؤقتا وعرضيا لأنهم ما أن يتدبروا مصاريف عودتهم إلى الشمال يغادرون المدينة..ولكن ما أثار حفيظة الساكنة المحلية مؤخرا هو سعي الدولة إلى ترحيل دفعات من المواطنين المغاربة الذين يعانون من أعراض اضطرابات نفسية إلى المدينة، و ماصدر عن هؤلاء من تصرفات عنيفة في شوارع وأحياء المدينة ضدالنساءوالأطفال..علما ان المدينة لا تتوفر على اي بنية استقبال استشفائية او اجتماعية لاحتضان هذه الحالات الاجتماعية، وهنا تنامت لدى الساكنة ردود فعل غاضبة من هذا الوضع الذي أذكته أوضاع كارثية تعيشها المدينة والتي تعرف تراجعا مهولا في الخدمات العمومية ..حيث تم مؤخرا إغلاق أقدم المستشفيات بالمدينة حمان الفطواكي المعروف بمستشفى الرية، كما أن المستشفى الإقليمي يعرف خصاصا مهولا في التخصصات، وفي مقدمتها قسم الولادة ..بالإظافة إلى فشل التجربة الجماعية الحالية التي يقودها البيجيدي مع حليفيه الأحرار والتقدم والاشتراكية وتدهور العديد من الخدمات الجماعية، وتراجع الوضع الأمني بالمدينة، وأزمة النشاط الاقتصادي المحلي الذي كان يحركه العقار وتحويلات العمال المهاجرين بالخارج ..باختصار الساكنة وجدت نفسها أمام أزمة خانقة، جعلتها تطرح بحدة سؤال العدالة المجالية الممهور بإحساس بالحكرة جراء تدابير حكومية لا تمنح للمدينة اي مقاربة تنموية غير عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين والحالات المرضية نحو المدينة…
وخلص الفاعل المدني رحيم ، عوض ان تتجه الطبقة السياسية بالمدينة ،التي أبانت عن فشلها في الترافع عن قضايا المدينة، إلى طرح هذه الإشكالات من منظور سياسي واجتماعي وحقوقي، وتحميل الدولة مباشرة فشل سياساتها نجدها تلجأ إلى الخطاب السهل والجاهز والبئيس حقوقيا .
مناقشة هذا المقال