ولد الأستاذ “المدني الصالحي” بقرية دوكادير-إلغ سنة 1951، إحدى قرى الأطلس الصغير بدائرة تافراوت إقليم تيزنيت، من أبويه الصالحي الحسن بن علي والسيدة تعزة بنت الهاشم.
إلتحق بالمعهد الاسلامي بتارودانت سنة 1959، حيث قضى سنة واحدة، التحق بعدها بفرع نفس المعهد بتمنار إقليم الصويرة حيث كان والده أحد المدرسين فيه، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية سنة 1962، التحق مرة أخرى بمعهد تارودانت الى أن حصل على شهادة الباكالوريا.
قضى الشهيد “المدني الصالحي” بعد ذلك أربع سنوات بجامعة محمد الخامس كلية الحقوق، حصل على إثرها على الاجازة شعبة القانون العام.
خلال فترة دراسته الجامعية جرب محنة الإعتقالات بسبب نشاطاته الطلابية، كان آخرها 1974 حيث قضى 15 يوما لدى الشرطة، عذب خلالها أبشع تعذيب، إذ كان ناشطا ضمن حركة الى الأمام .
عين 2 نونبر 1975 بعمالة تيزنيت بقسم الحالة المدنية، بعدها إجتاز مباراة الإلتحاق بمدرسة تكوين الأطر بالقنيطرة حيث قضى سنتين 76-77 و 77-78 وتخرج منها برتبة ضابط احتياطي – قائد.
عين الشهيد “المدني الصالحي” قائدا ملحقا بعمالة تازة حيث أسند له القسم الاقتصادي فترة من الزمن، ثم نقل بعدها الى قسم الجماعات المحلية حتى أواخر سنة 1982 فعين قائدا ممارسا بملحقة تاهلة خاصة بجماعة الزراردة، وخلال هاته الفترة كان يشتكي من تصرفات عامل تازة آنذاك، نظرا لتربيته و تكوينه الحقوقي لم يستطع مسايرة ما يحيط بالمهنة من “سلوكات” حسب تعبيره فقدم إستقالته فرفضت عدة مرات، وأمام إصراره قبلت 30 مارس 1983.
إلتحق الشهيد “المدني الصالحي” بمهنة المحاماة، وإشتغل بمكتب الأستاذ “عبد اللطيف أعمو” بهيئة المحامين بأكادير، وقد لازم المكتب الى آخر أبريل سنة 1986.
إختطف يوم 15 ماي 1986 بأكادير، ومنذ اختطافه راسلت عائلته كل الجهات المعنية : الجمعيات الحقوقية، وزارة العدل، وزارة حقوق الانسان، المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، هيئة الانصاف و المصالحة،لكن دون جدوى.
يوما بعد يوم يتأكد زيف الخطاب الرسمي عن الديموقراطية و حقوق الانسان و يتأكد أنه خطاب للمغالطات و التضليل إذ لا يختلف ما نعيشه اليوم عما عانى منه كل المناضلين التقدميين في الماضي، والذين إستشهدوا دون أن يكشف عن مصيرهم.
إن الاختطاف السياسي أحد أشكال القمع الأبشع من الاعتقال السياسي وهو يستوجب من كل ذي ضمير حي أن يعمل على إنهائه، والكشف عن مصير المختطفين ومحاسبة جلاديهم، وإعادة الإعتبار للشهداء الذين قضوا نحبهم أثناء الإختطاف وتمكين عائلاتهم من رفاتهم.
منقول من صفحة شباب التحدي.
مناقشة هذا المقال