أجرى الموقع اتيگ ميديا حوار مع الفاعل الجمعوي المحفوظ هبو في إطار اهتمامه بالشأن الجمعوي والسياسي و التنموي وخاصة بالمجال القروي وكانت المقابلة معه انطلاقا من طرح الأسئلة والتساؤولات الممكنة وأجرى هذا الحوار الزميل بوجمعة اوباح.
السلام عليكم ورحمة آلله وبركاته سي المحفوض اهلا بك اخي في هده الإستضافة و المحاورة المرجوا ان تكون الشفافية والمصداقية عنواننا.
س 1 : بما انكم من أبرز الفاعلين الجمعويين في تنشيط الحياة السياسية و التنموية بوجان ودائما ما نراكم بجانب الفاعلين السياسيين وخصوصاً رئيس المجلس الجماعي في العديد من اللقاءات المتعلقة بالتواصل الم تنصحوا رئيس المجلس أن التواصل هو أول الدروس التي يجب عن السياسي ان يتقنها ؟
ج – م : شكرا أخي على الاستضافة و لا أريد أن تفوتني الفرصة لأنوه بغيرتك و اهتمامك ببلدتنا التي نتمنى لها كل الخير و النماء رغم بعدك و انشغالاتك . و بخصوص سؤالك فقبل الإدلاء بدلوي و طرح رأيي لا بد أن أخبرك أنني بجانب الجميع و دون استثناء وليس فقط رئيس مجلس وجان . فرغم اختلافي مع بعض الفاعلين في بعض القضايا و بحكم اختصاصي و درايتي بآليات و أساليب التواصل أؤمن بأهمية الاختلاف و النقاش لتوضيح الأمور و رفع اللبس عنها . أما عن تواصل الرئيس من عدمه فهذا أمر خاص به فكثيرا ما اختلفت معه و انتقذته وباقي أعضاء المجلس في موضوع التواصل , لكن دون جدوى .
لكن اكتشافنا لما يحيكه أعداء التنمية بوجان من أكاذيب و أخبار زائفة توسع الهوة و الخلاف بين ذوي النيات الحسنة خلق اليوم تواصلا صحيا مبني على الاحترام و التقدير المتبادل . وأنا أشاطرك أخي ضعف تواصل المجلس عموما في زمن صار فيه الحصول على المعلومة حق جميع المواطنين بوجه القانون .
س 2 : الوضع السياسي الراهن الذي نعيشه هو نتاج عدة عوامل ليست وليدة اللحظة بل تراكمت لعدة سنوات، انطلاقا من الصورة القدحية والنمطية التي أصبحت مرسخة في أذهان جل المواطنين الذين يميلون إلى فقدان الثقة في العمل السياسي جراء خلط الأوراق وعدم معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور التدبير المحلي للجماعة هل السبب الحقيقي وراء هده الحقيقة المرة هو الحزب المسير الحالي أم هناك أطراف خارج المجلس ؟
ج- م : لا أحد اليوم يختلف مع التقييم السلبي و الرؤية العدمية للمشهد السياسي للمواطن جراء بعض السلوكات و التصرفات المقيتة و النفاق و الانفصام في شخصية جل السياسيين و كذا الأحزاب , فتنامي الوعي اليوم يكشف أساليب التحايل و الخبث السياسي المتفشي . لكن مازال هناك أمل كبير في تحسين الصورة و تعديل الوضع في المستقبل لكن شريطة انخراط الجميع و تقدير بل و تقديس المسؤولية التدبيرية لدى عموم السياسيين . وبخصوص وجان فواقع اليوم يختلف تماما عن الأمس من خلال تحسن الوضع حيث صار الشأن العام في صلب اهتمام الساكنة وخاصة فئة الشباب الذي يتابع و ينخرط أكثر ، في حين دبرت المجالس السالفة بعشوائية و استبداد تام في ظل غياب التتبع و المراقبة و كذلك أمام انعدام مواقع التواصل التي تعري كل الإختلال و الاختلاسات وهذا ما لا ينكره أحد و كان سبب تأخر و تعثر التنمية لعقود . أما عن الأحزاب فمن المؤسف أنها لا تلعب أدوارها في تأطير المواطن و تخليق الحياة السياسية و العامة و هذا ما يجعل المواطن اليوم في واد و السياسة في واد و يوسع الهوة بينهما يوما بعد يوم مع كامل الأسف . لكن السبب المباشر دائما يعود للمواطن الذي يلعب دور المتفرج و لا يؤمن بدوره و قدرته الكبيرة في تغيير الوضع نحو الأفضل .
س 3 : كيف تنظر إلى المجتمع الوجاني و لماذا تشوش السياسة كل مبادراته ؟
ج – م : سؤال وجيه صديقي و إشكال ناقشته مع بعض الأصدقاء من الفاعلين المدنيين و السياسيين وكذا الإقتصاديين داخل وخارج وجان و حاولت كشف رؤاهم و قناعاتهم بهذا الخصوص فكانت النتيجة و الخلاصة أن السياسة تلازم حياتنا و معيشنا اليومي ولامناص لنا منها . اما بخصوص الوضع اليوم بوجان وعن تلاقي السياسي و الجمعوي فاعتبره شخصيا ظاهرة صحية تخدم التنمية المستدامة بجماعتنا و تمنح فرص التعاون و التكوين للمنخرطين في هذين المجالين . لكن ما يثير الإشمئزاز و العيب بوجان هو سوء الفهم و الخلط للمفاهيم و المعطيات و الآليات من طرف بعض الأشخاص العديمي التكوين و كذا بعض المرتزقة اللذين اختاروا ملء فراغهم وقتل أوقاتهم باللعب و الإستهتار بشرف العمل الجمعوي الجاد و الخلط بين كل المجالات دون تخطيط ولا جدوى . دون ان ننسى كذلك الضعف الصارخ لبعض المستشارين الجماعيين في ممارسة مسؤولياتهم بل و جهلهم التام لدورهم و تقلدهم بمستقبل الساكنة و هذه الطامة الكبرى و بالواضح يطرح السؤال ما محل الأمية و الجهل بمجلس جماعتنا التي تزخر دورها و دواويرها بكفاءات و اطر كبيرة هي القادرة على تنمية وجان و صناعة امجادها . وهنا اود توجيه الدعوة لعموم ساكنة وجان عدم تكرار الأخطاء السالفة و عدم منح ثقتهم لمن لا كفاءة و له مستوى له لان هاته النماذج هي التي تنصاع وراء توجيهات و اوامر ذوي النيات السيئة و هي التي تعرقل الشأن العام و تشوه صورة السياسة و السياسيين ببلدتنا الطيبة .
س:4 نريد منكم كرئيس جمعية تاركا أوسكا توضيحا بخصوص مشكل الشيك بدون رصيد ؟
ج- م : بداية لا يتعلق الأمر بالرصيد بل بالتوقيع . إنه شيك ينقصه توقيع الأمين ووضع لدى أحدى المكتبات التي نقتني منها حاجيات الجمعية وذلك بتنسيق تام بيني كرئيس و بين الأمين و ذلك لتغطية نفقات و مستحقات أخرى تدين لي بها الجمعية و يتم بالمقابل استخلاص مستحقات صاحب المكتبة من الحساب البنكي و هذا أمر عادي و داخلي . لكن أعداء النجاح و بعض الكراكيز للأسف حاولت تشويه الصورة البارزة و السمعة الطيبة لجمعية تاركا اوسكا التي اختار رئيسها العمل بكل استقلالية و حرية وعدم الانصياع لإملاءات خارجية تحاول تسييس هذا الإطار الذائع الصيت إقليميا من خلال جديته و مبادراته النوعية و الهادفة . و مع كامل الأسف لم أحسن اختيار الأعضاء كمؤسس و منظر لهذا الإطار وخاصة الفيروز المعلوم الذي يلطخ سمعة المبادرات الجمعوية و التعاونية اليوم و يزرع الفتنة بنفاقه و خبثه و استرزاقه ، وهذا درس من دروس الحياة التي استخلصتها من هاته التجربة . لكن أحيطك علما وقراء حوارك هذا أن جمعية تاركا أوسكا ستبقى وفية لروح العمل النبيل و أن العبد الضعيف لن يكون دمية توجهها الحسابات و التصفيات العديمة الجدوى بل سيناضل و يقدم تجربته و خدماته لأبناء و بنات وجان دون شرط ولا قيد . و ختاما لابد أن اشكر كل الداعمين و الشركاء و المتضامنين مع جمعية تاركا اوسكا التي مافتئت تشرف الفعل الجمعوي التطوعي بوجان .
س:5 هناك من ينتظر ولوجك غمار التجربة السياسية و الترشح لانتخابات 2021 بوجان ؟ وهناك من يقول انك ستساعد الرئيس الحالي في حملته المقبلة هل من توضيح ؟
ج – م : ههه … بالضبط وبلا شك سألج غمار التجربة السياسية كالعادة و سأخلق حماسا و دينامية و سأوظف كل طاقاتي و إمكانياتي المادية و المعنوية لتشجيع ساكنة وجان و تحفيزها للمشاركة و التصويت و الإنخراط في الإستحقاقات المقبلة و التواصل معها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكذا بالميدان عساي أساهم في تغيير واقع بلدتي الجميلة التي أتمنى ان ارد لها جميل التنشئة و التربية السليمة . لكن لا ولن اتقدم بترشيحي ابدا لظروف خاصة و لانشغالي بمقاولتي التي وبدون شك ستتأثر سلبا جراء أية مغامرة من هذا النوع . وعن مساعدتي و دعمي للسيد ابراهيم إدحموش الرئيس الحالي فهذا يبقى امرا واردا جدا و لا ارى عيبا و مانعا في ذلك، لكن فقط إذا اتضحت لي شخصيا قناعات بخصوص ذلك بعيدا عن البرامج الإنتخابية الشكلية وفي حال إقتناعي بتركيبة حزبه التي سيدخل معها غمار الإنتخابات. ولا اخفيك أنني استطعت مؤخرا ان أكشف معدن رئيس مجلس وجان الذي يتمنى كل الخير لبلدته و أهله و يعمل على تحقيق ما يمكن من تنمية و رخاء للساكنة التي منحته الثقة لكن للأسف وكما تعلم تصابي و باللغة العامية ” تبرهيش” بعض النواب و الأعضاء في بداية الولاية و تخاذلهم مؤخرا حال دون انسجام المجلس الحالي للأسف و الذي خيب ظن و ثقة الساكنة . ولعلمك صديقي أنني أعي ما أقول و أدرك كواليس المشهد أكثر من أي شخص آخر . وهذا ما سأفضحه في مناسبات قريبة ليكون العموم على وعي تام . وهذا دور المتتبع و المدون المدرك لدوره و مسؤوليته .
س6: ماهو تخمينك و احتمالك لحصيلة الإنتخابات المقبلة بوجان كمتتبع و مهتم؟
ج – م : بهذا الخصوص صديقي يصعب جيدا التخمين و التنبؤ بما ستفرزه صناديق الاقتراع بوجان لعديد من الاعتبارات أهمها المشاركة الكبيرة لفئة الشباب في التصويت و تتبعه الحثيث لما يجري بالساحة و وعيه التام بخطورة الأيادي الخفية التي تحاول التأثير بشكل غير ديمقراطي في مستقبل وجان . كما أن مكونات المجتمع الوجاني عموما تنخرط و تعبر عن اختيارها بكل حرية و جرأة وهذا ما سيحسم مرة أخرى اللعبة و يعزز التجربة الحالية مع ورود مفاجآت كبيرة قد تقلب الموازين و تمنح الحظ لكوارث بشرية قد تعصف بما تبقى من اسم و سمعة المجلس .و سيسجل التاريخ على الحرس القديم و المرتزقة التي تقود هذا التيار سلبيات و كوارث التدبير لا قدر الله , و هذا ما لا نتمناه . وأوجه الدعوة للوجانيين الأحرار ذكورا و إناثا للانخراط بكثافة في الاستحقاقات القادمة و اختيار ممثليهم من النخبة المكونة و الواعية بجسامة و حجم المسؤولية بعيدا عن سماسرة المشهد ووعودهم الكاذبة و الزائلة لأن مستقبلنا و مستقبل أبنائنا كوجانيين تقليد على عاتقنا . و ادعوك أنت أيضا للعمل كعادتك على تحسيس الساكنة للعب دورها بكل استقلالية و حرية في زمن لا مجال فيه لشراء الذمم .
وشكرا لكم مرة أخرى على الإستضافة و المحاورة.
مناقشة هذا المقال