ترددت في الكتابة عن الفقيد العزيز أيوب بوغضن رحمه الله، لأستقر في النهاية على تحرير هذه الشهادة في حق باحث نادر وألمعي، غادرنا إلى دار البقاء أمس الاربعاء بعد حادثة سير قبل ثلاثة أسابيع وفاء له وتقديرا لعطاءه.
التقينا قبيل إصابته بحوالي الأسبوع بعد أن راسلني في منتصف يناير الماضي بمشروع كتاب لي اختار له عنوان ” مستقبل الأمازيغية… ربع قرن من الاشتغال على الملف الأمازيغي” مقترحًا أن يكون جاهزًا للتوزيع في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء بداية فبراير الجاري.
فاجئني أولًا بتنقيبه وبحثه ليجمع 19 مقالا ودراسة نشرتها طيلة 25 سنة، وثانيا بقدرته على اعتماد تصميم لمجموع المقالات وعرضها في إطار بناء متكامل ومترابط رغم التباعد الزمني بين المقالات وتنوعها الشديد، لتبق المقدمة، ولم يكتف بذلك بل قام بإخراج وتوضيب الكتاب، أي جاهزا للإحالة على المطبعة، وذلك يوم 12 يناير الماضي، ولا ينتظر سوى تحرير بضع فقرات، لكن بعد جلسة علمية تقرر إرجاء هذا المشروع الى حين استكماله بدراسة جديدة، ولعله كان يعلم بقرب دنو وفاته، ففي ذلك عبرة.
قبل ذلك طرح علي مشروع بعث دور طلابي في الترافع عن مغربية الصحراء ، وهو ما تحقق في إطار منظمة التجديد الطلابي.
في كلتا المحطتين كان مهموما بقضية الوحدة الوطنية مشتغلًا عليها، ومنخرطا في التأسيس الفكري والثقافي لمقوماتها ، وكيف هي عنصر محدد لنهضة الوطن وتقدمه .
فقدانه خسارة كبيرة ، لشخصية فذة متجردة ونموذجية، خلفت لدي ألمًا وغصة وحزنًا عميقًا.
رحمه الله ورزقه الجنة وأجزل له الثواب ورزق أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مناقشة هذا المقال