بكل وضوح و بدون لف و لا دوران و كما يعرف عني الكثيرون، لن اخفي عنكم كوني تأثرت لموت الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية الدكتور مرسي العياط.
بغض النظر عما سأقول أدناه، هذا حقي، و هذه طبيعتي كإنسان يحب الناس جميعا، و اشفق عليهم كبشر فان ، و في الوقت نفسه، مقتنع بالحق في الدفاع عن النفس دفاعا عن النفس و القيم الخيرة النيرة .
لا يخفى عني الكثير بشأن تنظيم الاخوان المسلمين منذ تاسيسه من طرف الراحل حسن البنا سنة 1928، بل انا من المقتنعين بأن للمخابرات البريطانية مساهمة مهمة في هذا الشأن. بل انا احمله جزئيا مسؤولية إسقاط التجربة الناصرية و تجارب أخرى.
لا يخفى عني كذلك بأنهم يكنون اعداء لنا معشر اليسار بشتى اختياراتنا و قناعاتنا و عدائاتنا لبعضنا و لهم.
لا يخفى عني كذلك انهم مدرسة من مدارس الإسلام السياسي في العالم العربي الإسلامي المنتشر عالميا كتعبير عن استراتيجيات إقليمية تنامت مؤخرا.
هناك الاستراتيجية الإيرانية الناجحة نسبيا في فرض نديتها عسكريا
و اقتصاديا على أوربا و الولايات المتحدة الامريكيةو الاستراتيجية السعودية المراهنة الآن على النجاح من داخل التبعية و الخنوع
و التنازلات للولايات المتحدة الأمريكية و الاستراتيجية التركية المراهنة بدورها على المناورة و تنويع التحالفات في مواجهة و مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يخفى عني طبعا ان لبريطانيا و للولايات المتحدة و للاتحاد الأوربي استراتيجيات متكاملة و متصارعة في هذا الشأن هدفهم التصدي اساسا لروسيا و للصين.. و لهذه الاستراتيجيات الاسلامية و لأية استراتيجية ندية لاحقا باي مرجعية كانت حيث لن تصعب عليهم حينها مهما تقوت. و لذلك فإنهم متحالفين حتى الآن و حامون للسعودية و الخليج اساسا و متحملين تنطع تركيا و محاربين لإيران.
لا يخفى عني كذلك انهم مثل قطر حاروا وسط هذه الاستراتيجيات
و ان مرسي أدى فاتورة ان يكون مع السعودية و تركيا و إيران.
لا يخفى عني كل هذا، و لكني تأثرت لموته للاعتبارات الإنسانية المذكورة أعلاه و للاعتبارات السياسية و الفكرية التالية :
اولا: انني اسف لهذا الصراع الضاري الذي نخوضه مع بعضنا بمساعدة خارجية و بدونها داخل هذا العالم العربي الامازيغي الكردي…الاسلامي منذ ما يفوق مائتي سنة : حين نتكلم عن العقل يتكلمون عن النص
و حين نتكلم عن االمساواة يتكلمون عن اللامساواة و حين نتكلم عن الحرية يتكلمون عن القيود و حين نتكلم عن وحدة العالم العربي يتكلمون عن وحدة العالم الإسلامي و حين نتكلم عن السلم و الحب يتكلمون عن الجهاد و الحرب و حين نتكلم عن الديمقراطية يتكلمون عن الشورى
ثانيا : اننا لا نقتلهم و هم يقتلوننا غيلة و علانية في شتى المناسبات
و يصعب علي ان اطلب من اخواني ان لا يحقدون عليهم و يصوتوا بالفيتو على اي تقارب او دعوة لذلك لانه مجرد وهم و الأخطر ،خطر داهم آني و مستقبلي.
ثالثا : انني مقتنع بأنهم لن يستطيعوا ابادتنا. و لن نستطيع، و نحن حسب التاريخ لم نفعل غير الاعتقالات و المحاكمات كما أنه كان منا دائما من يحتج على المحاكمة غير العادلة و يطالب بالمحاكمة العادلة.
رابعا : ما العمل؟
مناقشة هذا المقال