الصورة إلتقطت على الساعة الواحدة و النصف صباحا، حينها كان الأربعة الآخرون في قلب الماء، بقينا هناك حتى الثالثة و الربع، سبح الجميع جماعة إلا واحد، وباستثناء المغربين كانت البقية تريد البقاء حتى الصباح.
لا تعتقدوا أن جماعة الحمقى هؤلاء فقط من يرتادون البحر ليلا، إنها شيء مشاع بتونس.
ماذا تعني لي الصورة:؟
تعني الكثير، تعني الامن و الامان، تعني غياب خوف المرأة التونسية، تعني أن علاقة الجنسين بتونس مبنية على التقدير و الاحترام لا على الخوف، تعني أن المرأة بتونس ليست عورة يجب أن تخفى بل هي ذات إنسانية كالرجل لها حريتها و قدراتها و حرمتها.
هل تعلمون ان التحرش بتونس نادر؟
إنه مجتمع في طور التطور، و ذاك هو سر فشل الارهابيين في العبث به.
اشتغل على موضوع تحرر المرأة الحبيب بورقيبة، و اشتغل عليه باجي، ووصلوا لحق التونسية في الزواج من غير المسلم، و هم قاب قوسين من المصادقة على المساواة في الارث، فقهاؤهم حرموا الحج إلى الأراضي التي أصبحت مدنسة.
هل تعلمون ان المرأة بتونس تمشي مرفوعة الرأس، و تمشي معتزة بجسدها – لانه ليس عورة – كما الرجل.
هل تعلمون أنني لم أسمع يوما بجرائم الشرف بتونس ؟
هته الأشياء لم تأتي هكذا فبورقيبة و شعبه اشتغلا على المنهاج المدرسي و التربوي، ولذلك بقي الشعب وفيا لثراث هانبال و ابن خلدون و بورقيبة.
في بلادي المغرب، و هي الأكثر انفتاحا في العالم العربي، لم نحقق ما حققه الاخوة بتونس في بناء الإنسان رغم أننا تجاوزناهم بكثير في أمور أخرى.
احبكم يا شعب تونس العظيم.
ملاحظة لها علاقة بما سبق.
في المهرجان الصيفي بالخليدية – غير بعيد عن تونس العاصمة- قلت في كلمتي أننا من تونس نتعلم الدرس، و أن المرأة التونسية حققت ما لا لم تحققه النساء في باقي الاقطار العربية.
مناقشة هذا المقال