بقلم حيضر لزرق.
من الأبناء البررة الأوفياء لحي العزة و الرقي والنضال حي الراميقي الذي لا يفوتني بدوري الافتخار بالانتساب إليه.
معروف بحبه و هوسه بالكرة المستديرة حد الجنون، عاشق و متيم برياضة كرة القدم من قمة الرأس حتى أخمص القدمين،
يعرفه الصغير قبل الكبير، و تجده حاضرا في جل التظاهرات الرياضية التي تجرى بالمدينة إما كمؤطر أو منظم أو جالسا بين أوساط الجمهور و المشجعين،
أشرف على تدريب و تأطير أجيال من الفرق الرياضية بمدينة تيزنيت، وكان من السباقين الأوائل الذي كان لهم شرف تنظيم دوريات لفرق الأحياء بالمدينة.
يشتهر “مومو” بخفة دمه و يتمتع بحس دعابة يجعلانه محبوبا في الأوساط الرياضية بتيزنيت.
في لقائي الأخير معه في ملعب بين النخيل حيث يشتغل مشرفا عاما على المرفق الرياضي، و عند مرافقتي لابني محمد أمين لمزاولة كرة القدم ضمن فريق إتران تيزنيت وبعد الطقوس المألوفة مع “مومو” رفقة بعض معارفه و أصدقائه من تقشاب و هزل و مرح، جرنا الحديث إلى وضعية المياومين بتيزنيت، حيث تحدث بحرقة عن الرواتب الهزيلة و عن أبسط الحقوق التي تحرم منها هذه الفئة من المواطنين وعن تهديد الإيقاف الذي تعرض له البعض منهم.
أخبرني عن تجربته الشخصية في ملعب بين النخيل، و كيف قضى أزيد من 12 سنة بليلها و نهارها خدمة لهذا المرفق بكل حب و تفان.
وفي خضم حديثه و عندما بلغت حماسته ذروتها دعاني للدخول إلى سكنه الوظيفي داخل الملعب ليطلعني على الشواهد التقديرية و بعص الصور التي تؤرخ لتاريخه الرياضي الكبير الذي لم يعد يشفع له “على حد تعبيره” أمام مسؤولي هذه المدينة.
رافقته إلى الداخل، و كان السكن مكونا من غرفة و مطبخ و مرحاض، و به بعض الأثاث البسيط.
و عندما دخلت الى الغرفة، استرعى انتباهي عدد الكؤوس و الميداليات التي كانت مصفوفة بانتظام فوق دولاب خشبي في ركن الغرفة، و كم الشواهد التي كانت معلقة بإحكام على جدرانها، أحضر لي “مومو” ملفا ضخما يضم العديد من الشواهد و الصور، وبدأ يقلبها و يتحدث عنها بكل حماسة، طلبت منه السماح لي بأخذ صورها، فوافق على ذلك، وقال لي بحماسته المعهودة ” لوحهوم فالانترنيت باش اشوفهم الناس”
وجدت نفسي مسؤولا أمامه و أمام الله عن نشر قصته و صوره و شواهده و معاناته، و أنشد من خلال ذلك رد الإعتبار له كواحد من أهرامات الرموز الرياضية بمدينتنا التي تستحق التكريم و العرفان بما قدمه و ما زال للرياضة بتيزنيت.
فتحية احترام و تقدير و عرفان ل “مومو” الإنسان.
ونسأل الله أن يديم عليه نعمة الصحة و العافية.
مناقشة هذا المقال