على إثر بعض الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها كل من المواطنة الفرنسية المقيمة بتيزنيت و السائحة البلجيكية بأكادير وبعض الاعتداءات بالشارع العام ، تفاعلت الإدارة العامة للأمن الوطني مع هذا المستجد لتفادي مآسي واحداث أخرى مصدرها مختلين ومتسكعين ومدمنين على المخدرات.
وجه المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي إلى مسؤولي جميع ولايات الأمن ومختلف المصالح التابعة لها على الصعيد الوطني ، يوم الجمعة 28 يناير 2022 ، مذكرة مصلحية من توقيعه ، شدّد من خلالها على ضرورة “التفاعل الجدي والحازم مع المخاطر والتهديدات التي يشكلها الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية على الأمن والنظام العام وكذلك على أنفسهم ودويهم.
وأكدت المذكرة التوجيهية، وفق مصدر أمني، أن “ظاهرة تسكع الأشخاص الذين يعانون أمراضا عقلية بالشارع العام، خصوصا منهم الذين يتعاطون التسول والتشرد و التعاطي لأنواع مختلفة من المخدرات ، لا يجب أن تصبح مشهدا عاديا داخل مدن المملكة، لكونها تفرز إحساسا بانعدام الأمن لدى المواطنين والأجانب المقيمين والسواح الوافدين على بلادنا ، بل وتتحول أحيانًا إلى مساس حقيقي بأمن الأشخاص والممتلكات بعدما تتطور إلى ارتكاب أفعال إجرامية موسومة بالعنف ومطبوعة بالخطورة”.
وبعدما شدّدت هذه المذكرة الأمنية على الطابع العرضاني والمندمج لهذه الظاهرة، التي تتداخل فيها عدة مؤسسات ومصالح حكومية مختلفة، طالبت مصالح الأمن الوطني بضرورة التنسيق مع جميع الجهات الصحية والإدارية المختصة، كلما رصدت أو عاينت تهديدا وشيكا أو محتملا قد يصدر عن الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض في الشارع العام؛ وذلك “بغية توطيد المقاربة الاستباقية التي تضمن من جهة إيداع هؤلاء المرضى المؤسسات المتخصصة، وتضمن من جهة ثانية حماية قبلية للأشخاص والممتلكات من الجرائم التي قد يرتكبها هؤلاء الأشخاص”.
وطالب المدير العام للأمن الوطني كذلك في هذه المذكرة الجديدة جميع مصالح وعناصر الشرطة بوجوب “الرفع من درجة الاستجابة والجاهزية من خلال تحسيس كافة المصالح بمدى خطورة تسكع الأشخاص المرضى عقليا بالشارع العام، مع تعزيز العمليات الأمنية الرامية إلى مكافحة الجريمة وكافة السلوكيات الفضة والعدائية، مثل التخدير والتشرد، فضلا عن إيلاء أهمية خاصة للأشخاص المختلين الذين تظهر عليهم نزوعات العنف أو التطرف”.
ويأتي تعميم هذه المذكرة الأمنية في سياق زمني عرف تسجيل بعض الحوادث المؤسفة التي تسبب فيها أو ارتكبها أشخاص يعانون من خلل عقلي أو أمراض نفسية، مثل جريمة قتل سائحة فرنسية ومحاولة قتل مواطنة بلجيكية بمدينتي تيزنيت وأكادير، وكذا واقعة توقيف مختل عقلي بمدينة أسفي محملا بثمانية أسلحة بيضاء كان من المحتمل استخدامها في ارتكاب جرائم خطيرة لولا التدخل الاستباقي لمصالح الأمن الوطني.
مناقشة هذا المقال