الخميس 18يونيو1981 تم إعتقالي من طرف رجال القوات المساعدة وشيخ حي أنزا (كاسترو) ، وأنا أوزع بلاغ المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،بعدما أعفيت احد المناضلين عبد الخالق الجيخ ، لأن احد أقرباءه توفي في نفس اليوم أظن عمته ، والبلاغ يدعو الى إضراب عام إنذاري ،ويشرح دواعي الإضراب .
أخذوني الى مقاطعة أنزا التي ليست بعيدة عن منزلنا سوى ببعض المترات ،أدخلوني مكتب خليفة القائد (أبراي) ،ووجدت عنده أحد أعيان مدينة أنزا . جلست على الكرسي و إلتزمت الصمت ، كأنني أتربص الفرص . تركتهم يتحدثون تفاهاتهم وأنا صامت وحديثهم كان طويلا و عمر لمدة ساعة تقريبا ،ولما سنحت الفرصة ،إدعيت أني أريد المرحاض . الخليفة ومن تحت نظارته قال :
اعرف أنك مناضل ،وإياك الفرار.
هذا مافعلته بالضبط ،فبدل ان أذهب الى المرحاض ،نزلت مع الدرج ومن هناك الى الخارج ولم أقف إلا وأنا بالمقر الحزبي للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،الكائن بشارع الحسن الثاني . بالمقر وجدت إجتماعا موسعا يتداول فيه توزيع بيان المكتب السياسي ، البيان الذي يدعوا الى مساندة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في دعوتها للإضراب العام ل 20 يونيو 1981 .
تم توزيع الأحياء الأكايرية بين المناضلين . وأنا إخترت حي أنزا ، ولم أعمل بنصائح الرفاق التي تدعوني الى إختيار حي آخر ولأنني عنيد فقد إخترت أنزا
كنا ثلة من المناضلين الذين ذهبوا لتوزيع بيان المكتب السياسي ( أخي .ع.) ،عبد الله موناصير ،محمد موناصير و بوشارب حسن ، كاملي مصطفى ، أفوعيس حسن .
بدأنا عملية التوزيع تقريبا عندما حل الليل ، وزعنا البيان على أوسع نطاق ،تقريبا على جميع الأحياء الأنزوية ، وعلى المواطنين . وعندما أحسسنا بأننا ملاحقين ،من طرف البوليس، هربنا الى شاطئ الصخيرات ،جلسنا لمدة ساعتين تقريبا ،ثم قررنا العودة لتغطية ما تبقى من الأحياء ، وفي طريق عودتنا تذكرت بأنني نسيت نضارتي الطبية ، فعدت الى الشاطئ رفقة كاملي مصطفى .وجدت النضارة ،فإلتحقنا بالرفاق لنستأنف عملية التوزيع . لكنني فوجئت بأن أخي قد أعتقل ،وتم إقتياده الى مخفر الشرطة . تأثرنا بأمر إعتقاله ، لكننا أتممنا التوزيع في جو من السرية تقريبا في السادسة صباحا .
ذهبت الى مقر الحزب مشيا على الأقدام تفاديا للإعتقال بقيت مخفيا عن أنظار البوليس .كنا نتتبع الأخبار، علمنا بإعتقال مجموعة من المناضلين ،بما فيهم نوبير الأموي .
في صباح يوم الإثنين 21 يونيو 1981 جاء عندي العروجي عبد الله (مستشار جماعي لبلدية أكادير) طالبا مني الذهاب للحصول على أجري الشهري من البلدية .
قلت :سيتم إعتقالي
رد قائلا :وماعلاقة البلدية بالبوليس
حين إقتنعت ،لم أتردد ذهبت ساعتها الى البلدية ، وبمجرد وقوفي أمام المكتب المكلف بالطابق الأول باداء أجور الموظفين ،تم إعتقالي من 2 من رجال القوات المساعدة واستطعت الفرار ومحاولة القفز ،لكنهم لحقوا بي وأمسكوني من رجلي الشيء الذي جعلني أسقط على يدي ويغمى علي .
إستيقظت ووجدت نفسي بقاعة الانعاش بمستشفى الحسن الثاني مكسور البدين ويدي ثقيلتين بالجبص الذي لفوه عليهما.
بدات أزبد واصيح بشتى انواع السب والقذف …
*الله إنعل دينمكوم * إعتقلتم قارون *
جاء العروجي عبد الله لزيارتي ، ووجدني شبه مغمى علي ،ومازلت أسب وأصيح :أعتقلوا قارون .
سأله أحد رجال القوات المساعدة :من هو قارون هذا الذي يتحدث عنه ؟
أجابهم بشكل ذكي : لا تأخذوا عليه إنه يعيش حقبة تاريخية قديمة ،كان يحكمها ملك أسمه قارون.
أتذكر زيارة للافاطم سيشاكل مع إبنتها خديجة مناضلة الشبيبة الإتحادية متحدين الحصار البوليسي حول القاعة التي أرقد بها .اتذكر نصائحها الحماسية التي تزيدك صمود وصمود . أتذكر كيف أن إبنتها إستطاعت أخذ صورا لي ما زلت أحتفظ ببعضها .
يتبع ………
مناقشة هذا المقال