أمام كل هذا الزخم الوطني الصادق الذي انخرطت فيه كل القوى الأمازيغية داخل المغرب وخارجه، للدفاع عن الوحدة الترابية وعن الاختيارات الاستراتيجية الهامة التي قامت بها مؤسسات الدولة لاعادة فتح المعبر الجنوبي للمغرب نحو موريتانيا وكل اقطار افريقيا الشقيقة. وهذه الدينامية الأمازيغية الكبيرة التي خاضت طيلة هذه الأيام معارك اعلامية مبهرة على كافة الاصعدة وجميع المستويات للدفاع عن قضية وطنية عادلة، بالاستناد على أسس علمية وتاريخية وثقافية وقانونية واجتماعية، لافحام اطروحات الخصم وهلهلتها ودحضها. أمام كل هذا التفاعل والتواكب الامازيغي الصادق، الذي لم يحدث تحت طائلة اية نوازع او مكاسب، ماعدا مكاسب الوطن الاستراتيجية. أليست هذه الدينامية فرصة للدولة المغربية لرفع المنع والحصار على التنظيم السياسي بمرجعية امازيغية، ونقصد هنا بالضبط الحكم بالحل والبطلان ابتدائيا واستئنافيا على الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي، قضيته الان أمام محكمة النقض، ثم منع اللجنة التحضيرية لمشروع حزب تامونت للحريات بمدينة مراكش، حكم عليه ابتدائيا واستئنافيا، ملفه الآن في محكمة النقض.
نتمنى من الدولة المغربية، ان ترفع الحصار والمنع السياسي على الامازيغ الذين يطمحون إلى المساهمة في بناء مغرب مشترك يتسع للجميع، وفق مرجعية ثقافية حضارية.
وقبل ذلك، وبعده الامازيغ مستمرون في الدفاع عن الصحراء بالرغم من منعهم من التنظيم السياسي ويؤجلون مشاكلهم مع الدولة إلى حين…
عبدالله بوشطارت، من مؤسسي الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي 2005.
مناقشة هذا المقال