اليسار والحركة الإسلامية والحركة الأمازيغية ينبغي أن يعترفوا بهزيمتهم أمام المخزن الاقتصادي او تعبيرات الملكية التنفيذية ( لأن من بين الأسئلة المطروحة اليوم ،هو سؤال من هزمنا قبل سؤال لماذا انهزمنا؟!)
انهزم اليسار الذي تأسىره الشعارات ، ويلزمه الكثير من التواضع والنقد الذاتي وتجاوز نرجسياته القاتلة..وانهزمت جزء من الحركة الإسلامية والتي صدقت أنها ضرورية للنظام وأنها عنصر استقرار لايمكن للدولة أن تفرط فيه، وعاشت طيلة عقد من الزمن على وهم أنها شرط وجودي للدولة، هذه الأخيرة التي جعلته يصدق ويثمل بهذا الوهم، قبل أن ترميه في اول منعرج، وهم لايدركون أن المخزن لايقبل أن يمن عليه أحد باستقراره واستمراريته..انهزمت ايضا الحركة الأمازيغية وهي تنتقل من نخب دخلت في حوار مباشر مع القصر قبل عقدين من الزمن وانتزعت مكتسبات تاريخية ، الى مجرد التقائيات عابرة مع شخصيات سياسية مغمورة اقصى امكانياتها ان ترتب لك موعدا مع عامل او والي في الجهة.
ينبغي اليوم أن نقر بهزيمتنا ونواجهها بشجاعة عوض ان نلوك خطاب النهايات، نهاية الحزب وموت السياسة..ونفكر في المستقبل الذي ستتقوى فيها اكثر السلطوية ، وتنتعش فيه أدرع المخزن الاقتصادي.. ونقوم بمراجعات جدرية ونقد ذاتي وقراءة للتحولات التي يعرفها المجتمع عوض التفكير من داخل كليشيهات حبيسة الماضي..
صحيح انهزم البيجيدي..هزمه المال وانقلاب نفس قاعدته الانتخابية عليه..ولكننا انهزمنا جميعا، والشجاعة تقتضي الاعتراف بذلك.. وإن كان البيجيدي يتحمل مسؤولية تاريخية حين ادخلنا في عشرية ضائعة والتفافه على مكتسبات حراك 20 فبراير الدستورية والسياسية والحقوقية وهو يقدم تنازلات تلو التنازلات واعادنا الآن إلى ماقبل عشرين 20 فبراير ، وأعاد بقوة احزاب الدولة والإدارة ولوبيات المصالح المالية وكأننا في ثمانينيات القرن الماضي.
مناقشة هذا المقال