بقلم لحسن الكدروري سيفاو.
..الإلحاد أنواع وأشكال..والملحدين ..أصناف.وأقوام.شتى….منهم من لا تملك إلا أن تحترمه وتحترم اختياراته وقناعاته . لأنه يفرض عليك احترامه بسلوكه المتحضر وأخلاقه العالية .واغلب هذه النوعية موجودة ..في الشعوب المتحضرة والراقية …والقليل جدا .جدا…منهم موجود أيضا في شعوبنا المتخلفة …هذا الصنف ليس موضوع هذه الورقة لأنهم لا يتدخلون في اختيارات وقناعات الآخرين يعيشون حياتهم وقناعاتهم دون ضجيج ودون السخرية أو الانتقاص من الآخر …ودون تعال أو تعالم……
موضوع هذه الورقة هم صنفان من الملاحدة ..يعيشون بالبلدان المتخلفة سواء شمال إفريقيا او الشرق الأوسط أو بعض بلدان آسيا……
1- الملحد القادم من خلفية شيوعية ويسار جذري أو يسار “معتدل”…بالنسبة لهذا النوعية … الإلحاد عند فئة والبعض (أقول البعض)..منهم هو عدة العمل …(outils de travail) ولوازم تجميل استكمال المظهر.والصورة.. وعند البعض منهم علامة التميز وعلامة على الانتماء لطبقة المثقفين….ولدى بعض هؤلاء…. فالإلحاد في فهمهم المتكلس يختزلونه في…: ان كل متدين هو أبله بالضرورة… ومغفل بلا جدال…وان هذه الأغلبية التي تؤمن بالا ديان هي مجرد قطيع …وان هذه القلة الملحدة هي الطبقة المستنيرة..وشعب الطبيعة المختار…والطليعة الناجية …..ولهذا تجده يكابر و ينكر و يقفز فوق كل هذه الأنظمة الموجودة في الكون…أنظمة وقوانين غاية في التعقيد …ومبهرة في الإبداع…. ومعجزة في التصميم والصنع…..ولأنه لا يستطيع أو لا يريد فهمها او مناقشتها …فالحل لديه الفرار إلى أسهل الطرق وهو…. السخرية والاستهزاء بالمتدينين وبمعتقداتهم ……ولهذا صارت هذه الفصيلة وانتهى بها المآل أن تعيش على الهامش وتصنع لنفسها عوالم تسبح فيها منقطعة عن الواقع …وتسير بخطى تابثة نحو الانقراض…لتترك مكانها لنوع جديد من الإلحاد وجيل جديد…مع وجوب الإشارة …وللإنصاف يبقى ملاحدة اليسار على كل عيوبهم أكثر ثقافة و دهاء ومعرفة ودراية بفنون الجدل …من” الملحدين” الجدد..القادمين من خلفيات سلفية ووهابية .الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس هذه الأيام …وهم الصنف و الفئة الثانية :
2-الملحد القادم من خلفية سلفية و جماعة إسلامية …
.هؤلاء أصبحوا نجوما و يملئون سماء وسائط التواصل الاجتماعي ضجيجا وصراخا….ما يميز هذه الفصيلة وهذه النوعية الجديدة …هو أن اغلبها قادم من خلفية وجماعات وتنظيمات سلفية…وهذا حسب اعترافهم…وتتميز هذه النوعية بكونها أكثر احتكاكا بالنصوص وبالثرات الإسلامي.وفقا لفهم .ومنهاج وأدبيات .. السلفية.. وتجدها تختزل الإلحاد (في نظرها الشاذ) في الجلوس القرفصاء والبحث في كتب عفا عنها وتجاوزها الزمن .(والاشتغال بالنقل واللصق )….عن كل نقيصة وإلصاقها بالدين..بأسلوب ببغائي بئيس …
.ولأسباب ذاتية تبدو هذه النوعية أكثر غباء من باقي الأصناف .وأكثرها ضعفا مستوى معرفي ..وقصورا في الفهم لأنها منذ شبابها ظلت و تغذت ونشأت ومازالت متأثرة بالشذوذ الذهني والغلو الفكري والفهم السلفي الساذج البسيط..والتعيس…
للحياة وتعقيدات الواقع .والذي تشترك فيه و تتميز به كل التيارات السلفية بشقيها الدعوي والجهادي.. والوهابي…كما أنها تبدو أكثر جرأة تخطيا لكل أدبيات الاختلاف والحوار …وأكثرها مسارعة إلى السب والشتم والقذف ..وهي كلها أدوات استأنسوا بها وتمرسوا عليها وتمكنوا منها أيام تواجدهم في حضن السلفية والوهابية……جرأة مستفزة ومقززة…دون مراعاة ودون أي حدود …..وهذه النوعية تبدو عليها أعراض الخلل النفسي والذهني ومنه تستمد تلك القوة والاستعداد العجيب والغريب للقفز من النقيض إلى النقيض… وشاهدنا وسمعنا كيف مر بعضهم بأطوار .من..طور السلفية …ثم طور الإلحاد…..إلى طور اعتناق المسيحية ….ليرتقي ويرسو به الحال.. .ويصبح خلقا آخر…. (قل سبحان الله).. …فيصدع بالنبوة …ويعلن للناس انه مبعوث السماء ..ورسولا لهداية الخلق … !!!!..وكل هذا موثق صوتا وصورة في مقاطع على اليوتوب ….. …
صار جليا أن التيارات السلفية لا تفرخ المتطرفين ..الذين. يحملون السلاح ويرهبون كل من لايشاركهم أفكارهم بل أنها مشتل واحد أهم روافد” الإلحاد” الجديد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا …..”الحاد” يجد فيه المتطرف طبيعة وطبعا… مهربا ومتسعا …للتنفيس عن أمراضه الذهنية والنفسية .وإشباع رغباته العدوانية.ولو لفظيا…بعيدا عن أي مسائلة . وملجئا…إلى حين … ..لان الطبع يغلب التطبع…
نستطيع أن نخلص إلى أن ما نراه في هذه النوعية . ولن نجانب الحقيقة ان اعتبرناه “الحاد” بعقلية وطبائع سلفية… تجمع خليط من التطرف .والعدوانية وكثير من الغباء.ورغبة مضمرة في الانتقام من الذات. …..
.لذلك ….فان تحمل عليه يلهث …وان تتركه يلهث ….
اختم بهذه المعلومة.. لعلها تلقي بعض الضوء …في نفق هذا” الإلحاد” المستجد :
….حسب بعض الإحصائيات…تبلغ نسبة الإلحاد في جامعات دولة السعودية (السلفية)..يمثل 15% ….بينما نسبة الإلحاد في جامعات بلجيكا العلمانية ..هي 8%………
مناقشة هذا المقال