في عيون نبيل بنعبد الله فهو شخص “أساء لصورة الحزب و سمعته”، ومعارضته لقرار خروج “التقدم و الاشتراكية” من الحكومة “ألحقت ضررا كبيرا بالحزب”، أما تصريحاته فـ “تشكل ضربة غاية في الخطورة للكيان الحزبي ولهويته ومبادئه”. و بالنسبة للبعض الأخر من داخل حزب علي يعتة و خارجه فوزير الصحة السابق، أنس الدكالي، مجرد “كيليميني” يسكن في حي الرياض و يتكلم باللغة الفرنسية و يرتدي الماركات العالمية و “يَتَرَيَّحُ” بالعطور الباريسية و لا يصلح للإستوزار.
و لهذا فعندما تجالس الرجل تكون الشهية مفتوحة للاستفهام و الاستجلاء، فهذا الشاب الحاصل على دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية البالغ من العمر 46 سنة، الذي سبق له أن اشتغل لسنوات كأستاذ بكلية الطب بالرباط ثم كمدير عام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات “لانابيك” قبل أن يتم تعيين في يناير 2018 وزيرا للصحة خلفا للحسين الوردي، حمل مواقف و قناعات و تجرأ على قولها و المجاهرة بها مما كلفه عضويته لحزب الكتاب، و يقول في حديثه لـ “الأيام” أن الطرد الذي تعرض له من طرف الأمين العام لـ “التقدم و الاشتراكية” يدخل في إطار تصفية الحسابات، بعدما تأثر نبيل بنعبد الله، بما كتبته الصحافة قبل أشهر كون المرشح الذي دعمه أنس الدكالي لرئاسة شبيبة الحزب انتصر على مرشح بنعبد الله.
و لأننا قبل أسبوعين حاورنا الأمين العام لحزب “التقدم و الاشتراكية”، السيد نبيل بنعبد الله، الذي بسط دفوعاته الشكلية حول الأسباب التي دفعت حزب الكتاب للخروج من الحكومة، فإجراءنا اليوم لحوار مع السيد أنس الدكالي له ما يبرره، فالرجل تم طرده من الحزب بقرار رسمي توصل به يوم الاثنين 28 أكتوبر الماضي، ووجهت له الكثير من الاتهامات الثقيلة، يحاول في هذا الحوار أن يمارس حقه في الدفاع عن نفسه، ليقول أن قرار طرده من الحزب متهور، و أن نبيل بنعبد الله بدأ يتحامل عليه مند انتخابات الشبيبة الاشتراكية الأخيرة، عندما تأثر بما كتبته الصحافة كون الشخص الذي دعمه أنس الدكالي لرئاسة شبيبة الحزب هزم المرشح الذي دعمه نبيل بنعبد الله.
عندما تجالس أنس الدكالي ستفهم مجموعة من “الألغاز” التي يجب فك طلاسيمها داخل حزب “التقدم و الاشتراكية” فيبدو أن للرجل طموح ليكون هو الأمين العام القام للحزب، بينما الأمر يزعج نبيل بنعبد الله، و لذلك قرر طرده من الحزب.
حاوره رضوان مبشور .
مناقشة هذا المقال