أوقفت الشرطة في بنغلادش نحو ثمانية آلاف معارض في إطار حملة قمع واسعة النطاق منذ أن فض ت الشرطة تجمعا كبيرا في العاصمة دكا الأسبوع الماضي، حسبما أفاد تقرير إعلامي أمس الأحد.
وتأتي موجة الاعتقالات قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في يناير 2024.
في الأشهر الأخيرة، نظمت المعارضة في بنغلادش، وعلى رأسها حزب بنغلادش القومي، تجم عات ضخمة للمطالبة بتنح ي رئيسة الوزراء شيخة حسينة والسماح لحكومة محايدة بالإشراف على التصويت.
واتسمت ولاية الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ 15 عاما، بنمو اقتصادي سريع في بنغلادش، لكن حكومتها متهمة بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض كبار المسؤولين في الشرطة في بنغلادش على خلفية انتهاكات حقوقية واسعة النطاق.
إلى ذلك شارك أكثر من مئة ألف مؤيد للمعارضة في بنغلادش في “تجمع كبير” يوم السبت الماضي في وسط دكا حيث قتل شرطي في مواجهات.
مذاك الحين، شنت الشرطة حملة قمع واسعة على مؤيدي حزب بنغلادش القومي وأوقفت آلاف الناشطين واتهمت ما لا يقل عن 162 من كبار مسؤولي الحزب بقتل الشرطي.
وتحدثت صحيفة “بروثوم ألو” الأكثر قراءة في بنغلادش عن اعتقال ما لا يقل عن 7835 شخصا، بناء على تقارير من مراسليها المنتشرين في مختلف أنحاء البلد.
وفي جواب عن سؤال لوكالة فرانس برس، لم يحدد الناطق باسم الشرطة الوطنية عبير صديق شوفرا عدد المعتقلين، لكنه لفت إلى أن هؤلاء يواجهون قضايا جنائية ومذكرات توقيف.
وقال “من المستحيل أن نعطي رقما محددا الشرطة تقوم بعملها المعتاد”.
وكانت شرطة دكا تحدثت في وقت سابق عن توقيف أكثر من 2100 شخص متهمين بارتكاب أعمال عنف منذ السبت الماضي.
وأشار حزب بنغلادش القومي إلى أن من بين الموقوفين كبير مسؤوليه في بنغلادش ميرزا فخر الإسلام ألامجير وثاني أكبر مسؤول في الحزب أمير خصرو محمود شودهوري.
أمس الأحد، أوقف قسم مكافحة الجرائم والإرهاب في شرطة بنغلادش نائب رئيس حزب بنغلادش القومي ألطف حسين شودهوري الذي شغل في السابق منصب وزير داخلية وكان قائدا للقوات الجوية.
وجاءت سلسلة الاعتقالات في وقت فرض حزب بنغلادش القومي حصارا جديدا على النقل لمدة 48 ساعة على مستوى البلد في إطار احتجاجاته الجديدة المناهضة للحكومة، ما أدى إلى توقف حركة الحافلات والشاحنات بين المدن بشكل كامل تقريبا.
وقال ناطق باسم جهاز الإطفاء إن 11 حافلة على الأقل أحرقت نهاية الأسبوع الجاري.
ونوهت الشرطة إلى أنه، بالإضافة إلى الشرطي الذي قتل السبت الماضي، قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص مذاك اليوم، فيما يقول حزب بنغلادش القومي إن ما لا يقل عن تسعة من ناشطيه ق تلوا وأكثر من ثلاثة آلاف أصيبوا بجروح.
وتتهم القوات الأمنية في عهد شيخة حسينة باعتقال عشرات الآلاف من ناشطي المعارضة وبقتل المئات في مواجهات خارج نطاق القضاء وإخفاء مئات القادة والمؤيدين.
مناقشة هذا المقال