بقلم االصديق العامري.
لم يجد الإعلامي الرمضاني 《 المؤلف قلبه 》إلا الإمتحاح من أدبيات صايكوك و اللبن للرد على جماهير تميتار الذين رفعوا طلقة إرحل على رئيس الحكومة أخنوش احتجاجا على موجة ارتفاع الأسعار والغلاء..
حيث خاطبهم الرمضاني بصيغة المفرد قائلا : نتا غانعطيوك ظروف التخفيف لأنك ما عارف باش مفورة في إشارة إلى الكسكاس وصايكوك.
نسي الرمضاني في ظروف تخفيفه تلك، أن يشير إلى المرقة التي غرف منها والقصعة التي نهل منها..
للأسف أبَّا الرمضاني، أن تنتهي بك شطارتك الإعلامية إلى هذه الصفاقة، إذ كان من المفروض أن تتناول المسألة بشيء من العمق وتضع الأشياء في سياقاتها الوطنية مع كل الأسئلة المحفوفة بها.. و تستحضر هذيان الحملات الإنتخابية لأخنوش و الكومبارس المرافق له، و التي تم فيها دغدغة مشاعر البسطاء بوعود وهمية دسوا بها السم في العسل لشرائح عريضة من الشعب، ليتم بعدها اقتياد الجميع إلى مقاصل الغلاء..
لا يمكن لكل ذي عقل أن يأخذ كلامك مأخذ الجد دون طرح الكثير من الأسئلة حول انتحارك الطوعي هذا و اصطفافك إلى جانب الجلاد..
إن ظروف التخفيف التي ادعيت التماسها للذين لا يعرفون – باش مفورة – على حد تعبيرك، تنم عن رغبتك الدفينة في إصدار حكم الإعدام أو المؤبد في حق من استنكروا هذا الظلم لو كانوا يعلمون…
وماذا لو قلنا لك أن الذين قالوا إرحل! هم من يعلمون حقا، حسا و وعيا هذا الشرر المتطاير الذي ينفثه أخنوش ومعه كل سماسرة الوقود في جموع ارض الوطن..
ماذا لو قلنا لك بانك من يجب تمتيعه بظروف التخفيف رحمة و رفقا و شفقة عليك و على نهايتك المأساوية بعد أن اخترت طواعية لف حبل الذل حول عنقك..
هل أعوزتك الأدبيات السياسية و تواريخ الثورات و الإنتفاضات الشعبية ضد الظلم و الغلاء حتى تقول ما قلت؟
لا أعتقد أن ذلك حصل. إنما أعوزك الضمير ، واستغبيت جموعا من مواطنين اكتووا بالغلاء وصدحوا بالحق..
ودون إعطائك دروسا في الصراع الطبقي و أدبياته التي لاشك لك منها حظ، وأخذا بعين الإعتبار ظروف التخفيف التي يجب تمتيعك بها فلن يكون حكمك سوى أن نتمنى لك مزيدا من الغرف من قصعة أسيادك…ولك سبيلك و للمواطنين سبيلهم…
مناقشة هذا المقال