بقلم المهدي رحالي.
في نادرة من نوادر الجنوب السلبية، كانت سائحة أجنبية فرنسية الجنسية قد تعرضت لضربة قاتلة بسلاح أبيض أدت لوفاتها، والذي تلي هذا الحادث محاولة قتل سائحة بلجيكية بكورنيش اكادير من طرف نفس المجرم، التي تم إنقاذها بتدخل طبي عاجل، والذي تزامن مع تدخل المواطنين لإخضاع المجرم لحين وصول السلطات المختصة.
الذي تلاه مباشرة إجراءات لتحديد هوية المجرم، وما له علاقة بصحته النفسية والعقلية والتوجهات والتيارات الفكرية التي يعتنقها، هذه الأبحاث الأولية قللت من احتمال أن سبب الحادث ذو دوافع إرهابية أو تطرفية منظمة، و رجحان أنه كان بدوافع السرقة أو بسبب مرض عقلي-نفسي، التي تبين من خلال هذه الأبحاث و الاطلاع على سجلات المتهم ان له سوابق، خصوصا على الصعيد الصحي، والتي على أساسها أصدرت محكمة الاستئناف قرار بإحالة منفذ الاعتداءين على مستشفى الأمراض العقلية بسلا، مع إيكال وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالرباط المختصة بقضايا الإرهاب، البحث للمكتب المركزي للأبحاث القضائية لوجود شبهة الإرهاب.
وأفصحت عائلة المجرم عن معلومات حول حالته الصحية، أهمها أن أعراض المرض بدأت منذ 2010 بعد أخذه شهادة البكالوريا، وأن أعراض المرض متقلبة بين نوبات هستيرية وتصرفات مستفزة، تتبدد بتناول جرعات من أدويته الخاصة لكنها لا تعفي من الحذر منه، وأضافت أخت المجرم أن مستواه التعليمي يمتد لخمس سنوات وراء البكالوريا تحديدا إجازة في الإنجليزية.
و خلال ندوة صحفية عقدها الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بيتاس يوم الخميس 20 يناير 2022، وصف فيها الحادثة بالمعزولة و أنها لا ترقى لظاهرة، وأضاف أن هذه الحوادث تقع بالعالم ككل، مفندا ما روجت صحف أجنبية التي على أسسها راجت توصيات للجاليات الموجودة بالمغرب بتوخي الحذر في أمكان التجوال و الإقامة، ولم تتهاون الهيئات السياسية بتزنيت بإدانة الحادث، فالمفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال أصدرت بيانا شديد اللهجة استنكرت فيه الحادثة، أرجعت فيه سبب الحادث لسياسة أسمتها إغراق المدينة بمهاجرين جنوب الصحراء و المشردين المتخلى عنهم، و في تصريح لصديقة الهالكة الفرنسية النزيلة في المخيم الدولي دوتركا، قد أكدت هي الأخرى ان الحادث استثناء ولن يمنعها من التردد على المغرب لقضاء عطلتها.
مناقشة هذا المقال