تيزنيت في السبت 29 أبريل 2024
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين،
جناب السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تزنيت
السيد وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية
السيد رئيس المحكمة الابتدائية
السادة القضاة وممثلي المصالح القضائية
السادة رؤساء وممثلي المصالح والسلطات الأمنية الإقليمية ونساء ورجال السلطة
السادة رؤساء وممثلي المصالح الإدارية الخارجية
السادة رؤساء وممثلي المجالس المنتخبة بالإقليم
السيدات والسادة ممثلي الجمعيات والمجتمع المدني والصحافة ووسائل الاعلام.
السيدات والسادة موظفات وموظفي المؤسسة السجنية ومتقاعديها وأسرة المرحوم الضابط المربي ياسر الحافظي في شخص ابنته القاصر وزوجته.
أيها الحضور الكريم
يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في هذا اليوم العزيز على قلوب أسرة موظفي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج والذي يخلد للذكرى السادسة عشرة لتأسيسها، وهي مناسبة ذات دلالات رمزية عميقة بالنسبة لكافة موظفي ومسؤولي القطاع، اذ أصبحت محطة سنوية أساسية للوقوف على ما تحقق من منجزات ومكتسبات وإبراز نبل المهام الأمنية والاصلاحية التي يضطلع بها موظفو المؤسسات السجنية.
ومن هذا المنطلق، يأتي تنظيم هذا الحفل الرسمي وهو مناسبة لاستحضار حجم المجهودات المشتركة المبذولة مع كافة شركاء المندوبية العامة من أجل رفع التحديات الأمنية والاصلاحية لبلادنا في مجال تدبير الشأن السجني وتعزيز علاقات التواصل والانفتاح مع جميع الفعاليات المحلية.
وفي هذا الصدد، وسيرا على النهج الذي دأبت عليه المندوبية العامة المرتكز على التقييم السنوي لحصيلة العمل بالمؤسسات السجنية، فقد تبين أن هذه السنة تميزت بوتيرة عمل متسارعة لاستكمال تنزيل المخطط الاستراتيجي 2022/2026 والهادف الى الرقي بالمنظومة السجنية. وهو ما تأتى بفضل الانخراط الجاد والجهود الكبيرة والمتواصلة لمسؤولي وموظفي القطاع وذلك في إطار عمل تكاملي يهدف الى تكريس التدبير المبني على النتائج.
حضرات السيدات والسادة:
لقد عرفت هذه السنة تحسنا ملحوظا في المؤشرات المتعلقة بأنسنة ظروف الاعتقال والرفع من جودة الخدمات المقدمة للساكنة السجنية والحفاظ على سلامة وأمن المؤسسات السجنية والعاملين بها، إضافة الى تعزيز فعالية البرامج التأهيلية وتثمين الموارد البشرية وتحديث الادارة، والتي تشكل الخطوط العريضة التي يعرضها التقرير السنوي للأنشطة الذي تصدره المندوبية العامة نهاية كل سنة. ولعل ما تحقق من منجزات بالرغم من الاكراهات المرتبطة بمحدودية الامكانيات وتزايد عدد السجناء ببلوغه مستويات قياسية لدليل قاطع على التجند الدائم والفعال لنساء ورجال القطاع، مما يستوجب معه الإشادة بالعمل الجبار الذي يضطلعون به، وتثمين حجم التضحيات الجليلة التي يقدمونها وما يبذلونه من جهود جبارة في حفظ أمن .
المؤسسات السجنية وتأهيل السجناء لإعادة الادماج، وذلك على الرغم من كل التحديات التي تفرضها طبيعة العمل السجني. حضرات السيدات والسادة: إن ما سبق ذكره ينطبق على جميع المؤسسات السجنية على المستوى الوطني، أما على المستوى المحلي فإن النتائج المسجلة على مستوى السجن المحلي بتزنيت يرجع الفضل فيها كذلك الى الانخراط والدعم المقدم من مختلف السلطات المحلية والمصالح الاقليمية الخارجية الأمنية، القضائية والادارية ذات الصلة بالشأن السجني وتلك المرتبطة مع المندوبية العامة باتفاقيات شراكة وتعاون، وأخص بالذكر هنا:
– جناب السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تزنيت رئيس اللجنة الاقليمية لمراقبة السجون من خلال بلورة جميع التوصيات ومخرجات عمل اللجنة على أرض الواقع في سبيل المساهمة في اضطلاع هذه المؤسسة بأدوارها الأمنية والادماجية على الوجه الأمثل ولعل أبرز هذه المبادرات ذات الأبعاد الاجتماعية والتأهيلية ما يلي:
1- تجهيز قاعة متعددة التخصصات بالتجهيزات والمعدات اللازمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
2 – دعم تجهيز خزانة المؤسسة التي يستفيد منها نزلائها تشجيعا لهم على القراءة والمطالعة والتعلم بالمعدات والتجهيزات الضرورية وكذا المراجع والكتب في مختلف المجالات الأدبية والقانونية بتمويل من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مما مكن من سد الخصاص الذي كان مرصودا على هذا المستوى.
3- الاشراف الفعلي والمباشر على تنسيق وتنظيم الحملة الطبية المتعددة التخصصات من طرف جمعية:” صفوف الشرف ” في شخص رئيسها البروفيسور: نور الدين بناني وفريق طبي متكامل تابع لهذه الجمعية، قدمت فيها ما مجموعه 716 فحص طبي لفائدة سجناء هذه المؤسسة وعرفت استفادة 197 منهم من الادوية، كما استفاد ما مجموعه 72 سجين من 96 نظارة طبية لتصحيح النظر كهبة من طرف جمعية صفوف الشرف تم توزيعها على جميع المستفيدين منها بدون استثناء.
4- إشراف السيد العامل المحترم على التنسيق مع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمحسنين بالإقليم جازاهم الله خيرا من أجل دعم المؤسسة بأضاحي عيد الأضحى المبارك حتى تمر هذه الشعيرة الدينية العظيمة في أحسن الظروف وتخفف من وطأة الاعتقال على الساكنة السجنية.
وفي هذا السياق، نقدر الدعم اللامشرط للمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة بتزنيت في شخص مندوبها ومديرة المستشفى الاقليمي وكافة الاطر الادارية والصحية التابعة لهم على مشاركتهم الفعالة في تنظيم الحملة الطبية السالفة الذكر، وكذا دعم الرعاية الصحية لفائدة نزلاء هذه المؤسسة من خلال الفحوصات الطبية المتخصصة والتكفل بالسجناء المرضى بالمستشفى وكذا حملات التلقيح بحيث بلغت عدد الفحوصات بالمستشفى الخارجي برسم سنة 2023 ما مجموعه 351 فحص طبي و07 حالات استشفاء وثلاث حملات للتلقيح ضد داء التهاب السحايا.
وفي هذا الإطار كذلك، نثمن عاليا الدعم المقدم من طرف السلطات القضائية في شخص السيد رئيس المحكمة والسادة قاضي تنفيذ العقوبات وقضاة الاحداث والتحقيق، وكذا هياكل النيابة العامة في شخص السيد وكيل الملك ونوابه من خلال التوجيهات المقدمة والملاحظات ذات الصبغة التصحيحية التقويمية خلال الزيارات الشهرية والدورية لهذه المؤسسة المنصوص عليها بمقتضى قانون المسطرة الجنائية وهي ملاحظات تروم تجويد وتحسين ظروف الاعتقال. بالإضافة الى تتبع وضعية الاعتقال الاحتياطي من أجل التخفيف من حدة وتداعيات ظاهرة الاكتظاظ.
كما نعتز كذلك بالدعم المقدم من طرف مختلف السلطات الأمنية بالإقليم حتى تضطلع هذه المؤسسة بأدوارها الامنية على أكمل وجه وأخص بالذكر المنطقة الاقليمية للأمن في شخص رئيسها من خلال الحرص على تأمين المحيط الخارجي للمؤسسة بواسطة دوريات المراقبة والتفقد الروتينية وبمناسبة راس السنة الميلادية، وكذا التكفل بحراسة السجناء الذين يخضعون للاستشفاء طيلة مدة علاجهم بتنسيق وبتعليمات من النيابة العامة. هذا بالإضافة للدعم المقدم من طرف سرية الدرك الملكي
بتزنيت في شخص قائدها من خلال الحرص على توفير تعزيزات أمنية من العناصر الدركية التابعة لسريته لخفر نقل وترحيل السجناء حفاظا على أمن وسلامة السجناء والاشخاص والامن العام بصفة عامة.
– 3 –
هذا اضافة الى الدعم والمواكبة التقنية والارشادية لمصالح الوقاية المدنية في شخص قائدها الاقليمي على مستوى مراقبة تجهيزات مكافحة الحريق وكذا ورشات التكوين والتدريب لفائدة موظفي المؤسسة السجنية في مجال التدخل للوقاية من خطر الحريق وتطويق الاحداث والأزمات الطارئة وتقنيات الاستعمال السليم لهذه المعدات. كما نثمن كذلك مساهمة القيادة الاقليمية للقوات المساعدة في شخص قائدها على انخراطهم في تأمين المحيط الخارجي للمؤسسة بمعية عناصر الأمن الوطني بمناسبة راس السنة الميلادية.
أما على المستوى البرامج التربوية والبيداغوجية التي تروم إعادة إدماج السجناء وتأهيلهم علميا وروحيا فبفضل الشراكة المتينة مع القطاعات الحكومية ذات الصلة فإن النتائج كانت ممتازة وفي مستوى التطلعات المسطرة، وذلك كما يلي:
– مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في شخص مديرها وأطرها التدريسية ذات الكفاءة العالية من خلال برامج التكوين المهني المقدمة لفائدة سجناء هذه المؤسسة في أربع شعب بحيث بلغ عدد المسجلين برسم سنة 2023 ما مجموعه 94 سجينا وبنسبة نجاح 100./.
– مكتب التكوين الفلاحي في شخص مديرها وأطرها من خلال تكوين ما مجموعه 16 سجين وبنسبة نجاح 100./.
– المديرية الاقليمية للتربية والتكوين والرياضة في شخص مديرها وأطرها الادارية والتربوية حيث بلغ عدد المسجلين 42 سجينا في مستويات البكالوريا أحرار التعليم الاعدادي والتعليم الأساسي وبنسبة نجاح حوالي 50./..
– المندوبية الاقليمية للأوقاف والشؤون الاسلامية من خلال الاشراف على دروس محو الامية حيث بلغ عدد المسجلين برسم سنة 2023 ما مجموعه 27 سجينا وسجينة ونسبة نجاح 100./.، بالإضافة الى اشراف مندوبية الاوقاف بمعية المجلس العلمي المحلي في شخص رئيسه على العناية بالمجال الروحي والديني في صفوف النزلاء من خلال البرنامج السنوي المسطر لدروس الوعظ والارشاد وتحفيظ القران الكريم، وكذا انتداب اللجان لتحكيم المسابقات الدينية المدرجة في إطار البرنامج الوطني السنوي للأنشطة المسطر من طرف المندوبية العامة. دون إغفال الاحتفال بالعيدين من خلال انتداب خطيب لإقامة شعائر صلاة العيدين وهو ما يلاقي اقبالا كبيرا من طرف السجناء وينعكس ايجابا على نفسيتهم وسلوكهم.
– الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات في شخص مديرها ومستشاريها من خلال الورشات التوجيهية التي تروم تحسيس وتكوين السجناء في مجال البحث عن الشغل وانشاء مشاريعهم الخاصة وفق برنامج سنوي مسطر لهذه الغاية.
– المديرية الإقليمية للثقافة ومساهمتها في الأنشطة الفنية والثقافية بهذه المؤسسة تزامنا مع تلك المنظمة على صعيد الإقليم، وكذا جمعية الهلال الأحمر المغربي من خلال ورشات تحسيسية في مجال الإسعاف موجهة لفائدة النزلاء والنزيلات.
– كما نثمن الدعم والمساهمة الفعالة للسلطات الإقليمية المنتخبة والمجلس الجماعي في مجال تدبير الخدمات العمومية من نظافة وتطهير وتصريف للمخلفات والنفايات الصلبة وتتبع وضعية الانارة العمومية بالواجهة الامامية للمؤسسة وتوزيع الدعم المدرسي على ما مجموعه 175 سجينا المسجلين ببرامج التكوين والتعليم من أدوات ولوازم مدرسية وتتويج المتفوقين منهم خلال حفل نهاية السنة الدراسية. وختاما نؤكد لكم ولكل شركاء المندوبية العامة وفعاليات المجتمع المدني العزم على مواصلة الانفتاح والتواصل وتعزيز علاقات التعاون والشراكة لرفع التحديات الأمنية والحقوقية والاجتماعية لبلادنا. كما أهنئ كافة موظفي هذه المؤسسة وبجميع ربوع المملكة بهذه المناسبة مجددا الدعوة للجميع من أجل مواصلة العمل بتفان وإخلاص والالتزام التام بالقانون وبمبادئ حقوق الإنسان والتجند الدائم لخدمة هذا الوطن وفاء لشعارنا الخالد “الله-الوطن -الملك”. وفقنا الله جميعا لما فيه خير لبلادنا، وأبقى الله مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عين جلالته الكريمة بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشد أزره بصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد واحفظ اللهم سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب. وشكرا على حسن اصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مناقشة هذا المقال