الإعلام المغربي طيلة التسعينيات،يوجه الرأي العام نحو خارج بلاده ويركز في قضاياه على المشكلات الفلسطينية مع دولة اسرائيل .في كل صبيحة وظهيرة وأخبار المساء بعدما فشل اتحاد دول العرب على هزيمة اسرائيل عسكريا،بطبيعة الحال ليس حبا في فلسطين وإنما في ترسيخ ثقافة الخوف والتدجين وأن الدولة توفر لك الأمن وكفى واشكر الله على ذلك ولا تطالب بالمزيد، إضافة إلى تأثير خطب الجمعة على نفوس المسلمين والتي تنتهي غالبا إلى ازدراء اليهود ولعنهم ووصفهم بأقبح الصفات علما أن الله بذاته في القرآن فضلهم على العالمين …مع توالي السنوات كبر الطفل الصغير وكبرت قضية فلسطين في قلبه بالطريقة الي يريدها النظام غرزهافي اللاوعيه ،وقد نجح في ذلك وأصبح الآن في ورطة حقيقية…ومن تجليات الإستيلاب أن هذا الإنسان أحس بالغضب بعد التطبيع الأخير وصار يكتب في الجدران وأسوار وأماكن مشتركة وأفسد الذوق العام والحياة علينا وبدأ يصرخ بصوت مرتفع كالمجنون. .هذا الشخص بالضبط لن يصرخ حين يؤدي ضريبة رخصة البناء التي وصلت حوالي 10000درهم ورخصة المهندس 12000درهم.ولن يصرخ لأن الدولة لم توفر له بقعة كما تفعل دولة إسرائيل التي تبني مستوطنات بمعايير في منتهى الدقة. وتعطي منحا وتكرم أهل فلسطين وتشغل أبناءهم …أغلب الناس سيقولون بأن إسرائيل قتلت وشردت اخواننا في الله أهل فلسطين ولقد سألت نفس السؤال أثناء تواصلي بأحد الأصدقاء بغزة إبان حرب 2014.،وأجاب بأن إسرائيل تقصف فقط منازل المعتدين من حماس ولا تقصف الأبرياء وأن الإسرائيليين يشترون الأراضي من الفلسطينيين.
من كل هذا فالواجب علينا أن نرتب درجة المظلومية وأن نبدأ بأنفسنا وتحية لكل مناضل يؤمن بقضيته وبنفسه وتحية لكل من يعرف عدوه الأول والأخير .
مناقشة هذا المقال