خلفت قرارات توقيت إغلاق المقاهي و المطاعم التي حددتها سلطات أكادير في الثامنة ليلا غضبا واسعا في صفوف المهنيين، خصوصا و تزامن استئنافهم النشاط بعد فترة إغلاق تزيد عن ثلاثة أشهر خلال فترة الحجر الصحي و إمكانية استدراك ما تكبدوه من خسائر في الجائحة خلال هذه الأسابيع التي تسبق نهاية رأس السنة.
وكشف العديد من المهنيين في قطاع المقاهي والمطاعم بأكادير، أن قرار إغلاق المحلات في الثامنة ليلا ليس مناسبا للمشتغلين في هذا المجال، معتبرين أنه يسهم في تفاقم الوضعية المتأزمة بسبب جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، صرح ( ك س ) أحد مهنيي قطاع المطعمة والتنشيط السياحي بمدينة أكادير، الذي تحدث لـ “صباح أكادير”، وهو يحاول أن يصف ما وصل إليه الوضع بالنسبة للمقاهي في غياب الرحلات السياحية المنظمة مع تقييد القطاع بالمقاربة الصحية الصارمة أضف إلى ذلك، تحديد ساعة الإغلاق في الثامنة مساء جعلت القطاع يختنق . وهو ما يحرم المهنيين من مداخيل تنعش الميزانية التي تدهورت بسبب الجائحة”.
وأكد المتحدث ذاته، أن قرار السلطات المحلية أثر على وضعية المهنيين المتدهورة، داعيا ممثلي وزارة الداخلية إلى نوع من المرونة والتساهل في هذه الفترة من السنة.
ولفت المتحدث نفسه إلى كون حالته و حالة العديد من المهنيين في قطاع المطعمة و التنشيط السياحي، تسائل المسؤولين على ما سارت إليه أوضاع القطاع . و تسائل أولا مشغليهم العاجزون عن توحيد مطالبهم وتحديدها ومتابعتها حتى تتحقق.
و شدد المصدر ذاته، على كون أرباب المطاعم والتنشيط السياحي يتعاملون بنوع من التماطل في طرح مشاكلهم على المسؤولين نتيجة انقسامهم بين جمعيتين، كل جمعية لا تمثل إلا نفسها، و لا تسعى إلا للدفاع عن مصالح الأعضاء التي يشكلون مكاتب تسييرها ضاربين بعرض الحائط كل ما يخص المهني البسيط الذي يواجه مخلفات الجائحة دون الاهتمام بمعاناتهم.
و لفت مسير مطعم فضل عدم ذكر أسمه، إلى كون هذا القطاع يفتقر إلى التنظيم، وذلك راجع إلى كون أرباب المطاعم لم يتوحدوا في جمعية واحدة تعتبر هي المخاطب الوحيد أمام المسؤولين والسلطات المحلية، وهو ما جعل القطاع حسب المتحدث ذاته، يظل يتخبط في مشاكله البسيطة والتي لا تقتضي سوى توحيد الرؤية واستحضار مصالح القطاع ومصالح المهنيين قبل المصالح الشخصية لأعضاء مكاتب هذه الجمعيات.
و يأمل مسير المطعم إلى جانب العديد من أصحاب المطاعم والمقاهي، إلى تمديد فترة العمل، على غرار عدد من القطاعات الأخرى التي سعت جمعياتهم بكل جهد إلى تغيير وقت الإغلاق واستجابت السلطات المحلية إلى مطالبهم كما هو الشأن بالنسبة لجمعيات أصحاب المحلات التجارية لسوق الأحد.
بالمقابل، يقترح مسيرو بعض المقاهي السياحية بديلا عن التضييق الزمني كمقاربة صحية. إعادة إعداد دليل مرجعي لتدابير تنظيمية صحية يلتزم بها أصحاب المحلات، مع توسيع الحيز الزمني للاشتغال وتمديد فترة تقديم الخدمات إلى وقت متأخر من الليل.
و وجه المتحدث ذاته سهام النقد، إلى الجمعيات التي تحمل صفة المحاور والنيابة عن المهنيين في تبليغ معاناتهم للسلطات وحل مشاكل القطاع، غير أنهم دائما يتجرعون مرارة الخيبة و اللامبالاة.
ودعا عدد من المهنيين السلطات مباشرة، إلى الليونة والمرونة في هذه القرارات، خصوصا في الفترة التي تعرف توافد المواطنين والأسر على المقاهي والمطاعم ليلا، لاسيما بالمدن الساحلية، وذلك في إطار تشجيع السياحة الداخلية، ودعم هذه الفئة من المهنيين.
المصدر صباح اگادير.
مناقشة هذا المقال