بقلم غباري الهوارى.
كان بالإمكان أن يكون الفيلم عاديا لا يثير نقاشا لولا أن كل من سيشاهد النسخة الموجودة على يو توب سيقف كثيرا على قولة المذيع الذي صاغ له تقديما تلفزيا بعبارة جريئة : ” فيلما نادرا وغير متوقع ” هذه العبارة تعطيك حافزا للمشاهدة كما تستفز الجانب النقدي فيك وانت تحاول الإجابة عن سؤال هل بالفعل فيلم الحصلة فيلما نادرا وغير متوقع ؟ لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال تثير الملاحظات التالية:
– يدعي الفيلم انه يتحدث عن الحي المحمدي ، لكنه في الواقع يقارب تيمة أخرى تتعلق بشخصيات ممسوخة الملامح تتحدث عن واقعها المزري دون أن نعرف من هي ولا سبب مأساتها ولا حتى ماهية هذه المأساة، وعلى طول عمر الفيلم لا نشاهد شيئا يدل على الحي المحمدي ولا سبب اختيار الحي المحمدي كخلفية للفيلم وكان بالإمكان أن ينسب إلى اي حي آخر أو مدينة أخرى دون أن يثير مشكلا .
– يأخذ الفيلم عنوانه و الموسيقى المؤثتة لمشاهده بل حتى بعض مقاطعه من أغاني لمشاهب و عندما نقول لمشاهب نقول الظاهرة الغيوانية وعلى رأسها مجموعة ناس الغيوان التي يرجع لها الفضل في التعريف بالحي المحمدي أحسن تعريف لكن الفيلم لايتردد في الإساءة لهذه المجموعة كل ما أتيحت له الفرصة، بالسخرية والتهكم واتهامات مجانية .
– في الدار البيضاء يقسم المهتمون بالرياضة الجمهور الكروي حسب المناطق : درب السلطان / الرجا، البيضاوي ، لمدينة القديمة / الوداد البيضاوي، الحي المحمدي / الطاس، لكن الفيلم كان له رأي آخر حيث نسب الرجاء إلى الحي المحمدي .
– الفيلم غابت عنه البوصلة أو ما يعرف في اللغة السينمائية بالبناء السردي أو القالب الحكائي حيث بدأ دون أن يقول شيء وانتهي دون أن يقول شيء رغم انه يدعي انحيازه للشباب والانصات لهم لم يصلنا اي هم من همومهم ولم يخلق اي سؤال درامي يمكن أن يترك تتعاطف مع اي شخصية أو تكرهها أو وهنا لا نبالغ لا تفهم هذا الفيلم حتى ماذا يريد أن يقول ….
الهوارى الغباري مخرج وناقد سينمائي.
مناقشة هذا المقال