ما دلالة افتتاح زوجة ملك اسبانيا لمتحف أمازيغي بمدينة غرناطة وما دلالة اختيار اسم “الزيريون و الفضاء الأمازيغي؟
لا يشك العارفون بالتاريخ بمكانة الأمازيغ في تاريخ شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط عموما، بل ودورهم في الحضارة الإنسانية جمعاء، ولمدة قرون منذ عصر النقوش الحجرية إلى الممالك الأمازيغية وتفاعلها مع الرومان والفراعنة إلى مقاومة الغزاة والدود عن حرمة وطنهم، مما جعل منهم شعب المقاومات المتتالية، إلى الإمبراطوريات الكبرى بعد ذخول أرضهم المجال الإسلامي واستمرار وجود لغتهم وثقافتهم إلى اليوم ومقاومتهم الثقافية المستمرة. ورغم كل ذلك وبفعل مكر التاريخ وغلبة الايديولوجية على كتابه في مقابل جنوح الأمازيغ لعدم تمجيد ماضيهم وتبني بعضهم لاختيار التماهي مع الآخر ولو على حساب الذات، كل هذا جعل موقع الأمازيغ في الكتابة التاريخية لا يحظى بما يستحق، فبدأ في دخول زاوية التقزيم بل والنسيان أحيانا. فأن يفتتح متحف أمازيغي بقصر الحمراء، بما يحمله من ذلالات وأن يتم الحديث في بداية القرن الواحد والعشرين عن “الفضاء الأمازيغي” وبحضور زوجة ملك إسبانيا يشكل منعطفا هاما من جهة في تعاطي اسبانيا نفسها مع تاريخ تواجد المسلمين بها ودور الأمازيغ فيه ومن جهة أخرى بداية الإعتراف بفضاء جغرافي وحضاري وتاريخي يحمل اسم “الفضاء الأمازيغي”، وما سيكون لذلك من انعكاس على نظرة المؤرخين مستقبلا للتقسيم الحضاري للعالم. إنها عودة من بعيد للأمازيغ.
مناقشة هذا المقال