عن الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملن.
تبعا لبيان “جمعية المرشدين والمرافقين السياحيين بالأطلس الصغير” الصادر بتاريخ 08/11/2021، والذي تشير فيه إلى الرحلة التي قام بها “مجهولون” إلى قمة أفا نتمزكاديوين بجبل لكست العزيز في شهر سبتمبر الماضي، فإن “الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملن” يود أولا وقبل كل شيء أن يُذكر بأن المجال السياحي البيئي هو من بين أهدافه الرئيسية محافظة وتثمينا وترافعا وخاصة الجانب التنموي ومردوده على الساكنة المحلية من جمعيات وتعاونيات وأرباب المحلات السياحية بمنظور كامل وشامل ومستدام.
أما الرحلة الاستكشافية المنظمة من طرف أعضاء الائتلاف فأهدافها ومراميها هي جزء من مشروع مندمج ومتكامل يضم شركاء محليين ومؤسسات أخرى ربما يجهله كاتب البيان أو يتجاهله رغم التقارير والمتابعة الإعلامية التي حظيت بها الرحلة الأولى. أُنظر الرابط (1) وهذا المقال أسفله يوضح عدة معطيات عن المشروع وعن أهمية موقع الكست والعلامات البيئية والتصنيفات الطبيعية المميزة الوطنية منها والدولية، التي يحظى بها الموقع بجميع قممه وغاباته من قمة إخف إيفيلو الى إخف إفيس مرورا بتيارت وقمة أنسيس وتونين الى تنكما وتودما …
وافانتمزكادين وغيرها من القمم والفضاءات التي تعرف هذا النوع من التشوير مند القدم: فمنه التقليدي او الطبيعي وهو عبارة عن كراكر صغيرة من الاحجار على شكل هرم لا تصمد كثيرا ومنها الصباغة العادية التي دخلت على الخط مند الثمانينات وغالبا ما تكون صفراء فاقع لونها، وهي كذلك لا تصمد أمام أشعة الشمس الحارقة، ومنها الإيكولوجية (2) كالتي استعملها فريقنا خلال الرحلة الاخيرة وهو ما يفسره تَغيُّر لونها سريعا من الاصفر الى الابيض خلال شهر فقط (إن مصطلح التخريب الذي جاء بالبيان أو بالمداخلة التي وردت عبر مجلة تحقيق 24 جد خطير ومبالغ فيه أكثر من اللازم ومما هو في الواقع وربما لأجل إثارة الانتباه والتشهير).
وهذا يُحيلنا كذلك على التذكير بالأهداف الخاصة بعملية تشوير المسارات وأهميتها الاقتصادية والانسانية والأمنية القصوى وهي كثيرة ومتعددة، منها: تشجيع مُحبي ومتسلقى الجبال على الإقبال على هذه الرياضة وعلى الموقع، وهي فئة من الشباب تتزايد سنة عن أخرى، وبالتالي تسهيل تسويق هذه المسارات كمنتوج سياحي مندمج مع المسارات الأخرى التي تتواجد بالجهة وذلك عبر تأمين الولوج إليه بسلاسة والحيلولة دون الحوادث العديدة والمؤلمة المسجلة من حين لأخر كتيه وضياع العديد من المجموعات والافراد لأيام عدة في غيابات الكست وسقوط البعض منهم، وما يترتب عن ذلك من استنفار أمني وتعبئة مدنية منطقتنا في غنى عنها. فبمجرد اتصال بأهل القرى المجاورة يكفي للتأكد من الاعداد التي ترجِع أدراجها دون الوصول الى القمة.
أما الحديث عن الرخص المسبقة من الإدارات المختصة فهو مجرد كلام وردع لكل مبادرة هادفة لأن قمم الكست موروث ثقافي مشترك بين قبائل أيت صواب وأملن مند القدم ونحن ورثته ولا نحتاج لأي ترخيص لولوجه واستغلاله وحمايته والمحافظة عليه وتثمين مختلف منتجاته وفق الاعراف والقوانين المنظمة في إطار مبادىء التنمية المستدامة.
أما عن السبق والأهلية فإن الفريق الذي قام بالرحلة المذكورة فهو مكون من خيرة الفاعلين المحليين والممارسين للرياضة الجبلية وراكموا العديد من التجارب في هذا الميدان، ويقوده أحد أعضاء الائتلاف الذي يتوفر على تجربة عالية سواء داخل الوطن أو خارجه (3)، وسبق للفريق أن شارك في عملية تشوير مسارات أفلا واسيف – المشار إليها سالفا – مع منظمة “مهندسون بلا حدود فرع برطانيا”، وكذا تهيئة بعض فضاءات الاستراحة بأعالي الكست منذ سنة 2008.
وإن كانت الذريعة الوحيدة التي بنت عليها جمعية المرشدين السياحيين اتهاماتها وهي استعمال الصباغة فما القول عن الصخور الملونة التي تعتبر من المواقع السياحية المحلية الخمس المدونة في الدليل السياحي؟ من المستفيد من هذه الصخور عدا المرشدين السياحيين؟ فإذا كان تلوين الصخور بالصباغة جريمة في نظرهم، فإن ذلك اتهام لكل من وافق على هذا المشروع.
ثم إن كان أمر البيئة يهم فعلا هذه الجمعية، فإن لهم مسؤولية كبيرة عن تراكم الأزبال والنفايات والقارورات في جبل الكست وخاصة عند قمته. والتي قام فريقنا بجمع بعضها حسب الإمكانيات.
وأخيرا نقول لهؤلاء الشباب وغيرهم أن “جبل الكست جبل يحبنا ونحبه” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبل أحد، وهذا من باب حب الأوطان، وقد ترعرعنا عليه مند أن أبصرناه ولا نقبل أن يزايد علينا في حبه أحد.
ويبقى الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملن منفتح على أي حوار جاد مع جميع المتذخلين في هذا المجال قصد التنسيق وتكتيف الجهود و العمل سويا من أجل النهوض بالمنطقة بمنهجية تشاركية وبمنظور تنموي مستدام.
(1)https://bit.ly/30mCvus
(2)https://bit.ly/3FdCTdk
(3) رئيس الفريق من رواد الرياضات الجبلية يواظب على تسلق جبل توبقال “توݣ أكال” كما صعد أعلى قمة بأفريقيا وهي” كيلي مانجارو”، وهو عضو باللجنة المشتركة المكلفة بتنمية وتثمين المسارات مع المجلس الجماعي لأملن ومختبر LERMA في إطار المشروع المندمج والذي يهم الفلاحة التضامنية والتراث المحلي والسياحة ذات الصبغة الطبيعية والبيئية.
عن الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملن تحت شعار : “جبل الكست جبل يحبنا ونحبه”
مناقشة هذا المقال